وضّح لنا فيلم الرسالة الجاهلية بأنها فترة مظلمة ليس بها أي مقومات حضارية أو حياة عمومًا، وقد كان الإنسان غارقًا في ملذاته، على الرغم من انتشار الأدب والفن بشكل كبير في تلك الفترة، وعملهم الناجح في التجارة.
وبأن الشعوب التي عاشت في الجاهلية اعتمدت النظام القبلي؛ بحيث كانت كل مجموعة من الناس تستقر في مكان معين من شبه الجزيرة العربية وتصبح قبيلة منفردة ومستقلة مثل بنو الحارث، وبنو رواحة، وبنو تميم، وعنزة، وربيعة، وكان لكل قبيلة صنم خاص بها، وحتى أن بعض الأفراد والبيوت كانت تتخذ لها صنمًا خاصًا غير المشترك مع القبيلة؛ يمكن اعتباره زمن يتصف بالحرية الدينية؛ إذا ما تم اعتبار العلاقة بين الأفراد والأصنام دينًا.
وكما وضّح الفيلم كيف عانى الأفراد في الجاهلية من الظروف البيئية الصعبة -لأنهم كانوا يعيشون في الصحراء-، وكيف أثرت على حضاراتهم وتطورها بشكل سلبي؛ بحيث أن الطقس الصحراوي لا يُساعد أبدًا على الترحال ونشر الثقافة والحضارة، وتبادلها مع القبائل والمدن المجاورة، مما يجعل كل قبيلة لها حضارتها وثقافتها الخاصة بها.
ولعلّ أكثر ما تم توضيحه في الفيلم عن عصر الجاهلية هو تجارة الرقيق والعبيد؛ بحيث كانت تلك التجارة هي الأكثر رواجًا ونجاحًا في الجاهلية، ونحمد الله حمدًا كثيرًا على الإسلام الذي نهى ومنع منعًا قاطعًا التجارة في الرقيق والعبيد، ومنح كل إنسان حريته، وكما اشتهر عندهم الزنا، والربا، والخمر.
ومن الجدير بالذكر أن الفيلم ذكر تأثير الديانات السماوية السابقة للديانة الإسلامية (المسيحية واليهودية) على تطور الثقافة في عصر الجاهلية؛ بحيث كانت المناطق والقبائل التي تنتشر بها هذه الديانات جعلت مجتمعاتهم أفضل ومتقدمة على غيرها.
134 مشاهدة
