من آفات عصرنا بشكل عام أنّنا نُسقط أدوات اليوم ومناهجه المعرفية على أشياء سابقة في التاريخ ومختلفة في المكان, فقد كان قديما عند العرب, زواج الرجل مفتوح على ما شاء من النساء فجاء الإسلام وحدّد العدد بأربعٍ فقط ضمن شروط, وتعامل أيضًا مع موضوع الأسرى والرق والعبيد فكان الإتجار فيهم موجود ولكن كانت رؤيته أن يتخلّص العرب والإنسانية من هذه الآفة فجاءت أغلب الكفارات بِـ "تحرير رقبة", وكانت العادات مختلفة, فلا مانع من أن الأرملة مثلا تتزوج بعد زوجها مرة واثنتين وثلاثة, وكذلك الحال مع المطلقة.. وأيضًا حالهم أثناء الحروب والسبي وغيره.. هذه كلّها أشياء تعطينا صورة عن كيف كانت العلاقة بين الذكر والأنثى في ذلك الزمان, فهي أعراف وتقاليد وأحكام جاهلية, وَجَبَ على الدّين في ذلك الزمان إذن أن يتعامل مع ما كان سائدًا ويتدرج في تغييره, وأن يُضفي أحكامه الخاصة وقيمه الّتي من شأنها الارتقاء بالجنس البشري نحو ما هو أفضل.