ما معنى أن تمتلك عقلية قابلة للتعلم باستمرار؟

 التعلم مدى الحياة هو التعلم المستمر، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل "أطلب العلم من المهد إلى اللحد" ، وأيضا يدخل في التعلم مدى الحيا، التعلم الذاتي، إذا الهدف هو اكتساب مهارات جديدة، والقراءة المستمرة، ومشاهدة مقاطع الفيديو، وتطوير الذات، وتطوير المهارات، وحضور المنصات التعليمية، وحضور الدورات التدريبية، وحضور المؤتمرات العلمية، وحضور كورسات سواء كانت مجانية أو مدفوعة، اذا الأمر يحتاج الى عزيمة. 

التعلم المستمر مجالاته عديدة، من العلوم، واللغات وريادة الأعمال، والكمبيوتر. وكن على ثقة أن التعليم المدرسي يوفر لك الوظيفة، بينما التعليم الذاتي يجلب لك الحياة بروعتها.

يقول هنري فورد صاحب شركة فورد العالمية الأمريكية المشهورة: "أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز، سواء كان في العشرين او الثمانين"، اذا مطلوب من الإنسان أن يستمر في التعلم مدى الحياة، ويقول اخصائي التحفيز جيم رون :"إذا استثمرت في تعليمك الرسمي سوف تعيش، ولكن إذا استثمرت في تعليمك الذاتي فسوف تصنع ثروة"، إذا علّم نفسك بنفسك .

إن التعليم هو المهنة الوحيدة التي تصنع جميع المهن، إذا التعليم المستمر هو أسلوب حياة، يسعى فيه الإنسان على تعلم أشياء جديدة، وبدافع ذاتي، وهو غير مرتبط بمرحلة معينة، أو مكان معين، و يتميز بالشمولية، والمرونة، والديموقراطية، و يشبع حاجات الفرد وحاجات المجتمع، لذلك على صاحب العمل تحفيز الموظفين الذين يعملون لديه للتعلم وعرض التجارب الناجحة والتركيز على التعلم بالقدوة. فالعمر والسن المتقدم يجب أن لا يثني أحدا عن التعلم. 

حكمة صينية أحبها تقول "اذا اردت الاستثمار لعام واحد، فازرع الحنطة، وإذا أردت الاستثمار لعشر سنوات، فازرع شجرة، ولكن إذا أردت الاستثمار مدى الحياة، فازرع في عقول الناس" أي المقصود هو ازرع في عقول الناس العلم والمعرفة والمهارات.

التعلم الذاتي يعني أنه مطلوب من الإنسان أن يعلم نفسه بنفسه، مستفيدا من الإمكانات المحيطة به من معلمين ومكتبات علمية ووسائل تعليمية وتقنيات تربوية وثورة معلوماتية وأصدقاء، وأن يتعلم باستمرار، وأول آية نزلت من القرآن تقول "إقرأ" فهي دعوة للإنسان أن يقرأ سواء كان صغيرا او كبيرا في السن او شيخا، لأن العلم عبادة.  

إذا عملية التعلم الذاتي هي عملية إجرائية مقصودة، يحاول فيها المتعلم أن يكتسب بنفسه المعارف والمفاهيم والمبادئ والاتجاهات والقيم والمهارات مستخدما ومستفيدا من التطبيقات التكنولوجية، مثل الكتب المبرمجة ووسائل والتعليم المختلفة. 

أيضا مطلوب من الإنسان أن يسأل وأن يتعلم من أخطائه وأن يطبق ما اكتسبه في التعليم على الواقع في الحياة، إذا التعليم لا يقتصر على المدارس والجامعات، فالكثيرون تركوا تعليمهم النظامي ولا يملكون الشهادات، ولكنهم طوروا أنفسهم  ومهاراتهم في مجالات أخرى فنجحوا.

الإنسان بطبيعته يسعى الى تحسين مركزه الاجتماعي، وأن يبقى متفاعلا مع المجتمع، لذا فإن تعلمه المستمر هو سبيله الى ذلك.