ما مظاهر الجهر بالدعوة؟

 إن الدعوة فرض كفاية على الأمة الإسلامية إن قام به البعض أجزء عن الكل وإن تركه الكل أثموا جميعا ،
 ووجوبه من وقت نزول الآية الكريمة 
من لدن حكيم عليم { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين }. 
والدعوة إلى الله مهمة الأنبياء والعلماء  وليس المقصود منها اتساع رقعة الخلافة  بل زيادة عدد الناجين من النار ، واليوم نجد البلاد التي فتحت بالحب والمعاملة الطيبة  لم يزل المسلمون ظاهرين فيها والبلاد التي فتحت بالحرب زال عنها سلطان المسلمين .
وهذا هو الفارق بين أندنوسيا والأندلس ،
وقد استشكل الأمر على الدعاة هل الجهر بالدعوة يستلزم القتال في سبيل ذلك  ؟ 
والشرع يؤكد أن من يسمح بوصول مفاهيم الإسلام لمواطنيه دون معارضة فهو ممن حرم قتاله لأنه لم يبدء المسلمين بقتال ولم يدخل أرضهم غازيا ،
وكانت رسل المسلمين واضحة 
في خطابها للفرس والروم على السواء 
أن يخلوا بين الدعاة إلى دين الله والشعوب 
أو يدفعوا الجزية أو الحرب ،
إذن المطلب الأول هو إنقاذ الناس من عبادة الناس إلى عبادة رب الناس 
ولم يكن القصد إنشاء إمبراطورية  بل نشر الهداية وهذا من  أبسط معاني الإنسانية أن تحب لأخاك ماتحبه لنفسك .
وعندما يعم الإيمان الأرض تنتهي المطامع والحروب التي لم يحركها إلامصالح المنتفعين من استعباد الشعوب ،
ورغم أن قريش تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق في دعوته ، لكن مصالحها وكبريائها منعاها من الإيمان
والجهر بالدعوة حجة على من يدعي أن رسالة ايمان لم تصله ،
ومع تقدم وسائل الإتصال أصبح الأمر متيسرا لكل الناس والحمد لله رب العالمين.

جميعنا يعلم أن فترة الدعوة بمكة المكرمة كانت 13 عام منها 3 سنوات دعوة سرية و10 سنوات دعوة جهرية . وعند اسلام عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهم بدأ جهر المسلمين بالدعوة . 

ومن مظاهر الدعوة جهراً 
1- عرض الإسلام على قريش عندما نزل قوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) 
2- إعلان بعض الصحابة اسلامهم علناً .
3-  إلتقاء النبي صلى الله عليه وسلم مع كل مندخل إلى نكة يعرض عليه الإسلام .
4- صلاة النبي والصحابة في جوف الكعبة وأمام أعين قريش .

إن الجهر بالدعوة في بدايتها كانت صعبة ، و قد نهى النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه عن ممارسة الدعوة جهرا ؛  حيث كانوا ضعفاء ،وكانت قريشا تؤذي من تعرف انه تبع محمدا عليه الصلاة والسلام.

ولكن بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم تحدى ووقف في وسط مكة يدعو لله ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، حيث أخبر النبي عليه السلام انه يريد ان يجهر بالاسلام فنهاه عن ذلك عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يطع أمر النبي، وخرج للسوق يجهر وسط مكة.

وبدأ قائلا بأعلى صوته:" الرحمن، علم القرآن، خلق الانسان.." الخ من آيات سورة الرحمن فلم يتم القراءة حتى انهار عليه الضرب من كل مكان فسقط بغيبوبة واستيقظ منها في اليوم التالي.

وأسضا جهر في بعض الاحيان رسول الله عليه الصلاة والسلام في مكة وفي سوق الشعر ، وحينا آخر داخل الكعبة، وايضا صلى داخل الكعبة في بداية الدعوة وهذا جهر بالدعوة والعبادة أمام الكفار.