سيؤدي ذلك إلى إحداث مشكلة خطيرة بهذه الدول الفقيرة و ظلمها و حتى ظلم نسبة الشفاء العالمية و سأقوم بشرح الأمر تالياً:
هنالك عدة فرضيات و سيناريوهات تخص هذا الأمر، فحتى الآن تم تطوير اللقاح من قبل شركتين من العديد من الشركات التي تقوم بالأبحاث لصنع لقاح قادرٍ على الحماية من فيروس كوفيد-١٩ هما : فايزر الأمريكية و بونتيك الألمانية ، اللتان وعدتا بتقديم ١.٣ مليار جرعة خلال العام القادم عند السماح لهم بتقديم اللقاح .
ولكن حتى الآن تم شراء ما قيمته ١.١ مليار من اللقاحات من قبل الشركات الغنية ، مما سيحدث مشكلة للدول الفقيرة وظلمها من ناحية تلقي اللقاح ، فيعتقد حسب الدراسات أنه إذا التزمت الدول الغنية باحتكار اللقاحات بإن نسبة الوقاية من الفايروس العالمية ستصل إلى ٣٣٪ معظمها بالدول الغنية ، ولكن إذا ما تم توزيع اللقاح بشكل متساوٍ فإن نسبة الشفاء العالمية قد تصل إلى ٦١٪ أي ما يقارب ثلثي العالم وستكون بنسب متفاوتة بالتوزيع بين البلدان .
فإذا ما تم القيام بالأمر الأول ، ألا وهو قيام الدول الغنية بتلقيح سكانها دون الأخذ بعين الإعتبار مكافحة الفايروس بالبلدان الأقل حظاً فإن ذلك سيقوم بلا شك بتخفيف نسبة المصابين فيها ، ولكن ما سيلبث الفيروس بالعودة والإنتشار بها فسبب الإحتكاك بالدول الموبوءة ، فلا تكون الفائدة كبيرة بهذه الحالة .
وسينعكس ذلك سلباً على الدول الفقيرة من الناحية الصحية و السياسية و الإقتصادية ، حيث ستوق البلدان الغنية التي تم تلقي اللقاح بها ،بقطع التواصل التجاري و السياحي و الإقتصادي مع تلك الموبوءة ، الأمر الذي سينعكس سلباً بشكل كبير عليها.
لذلك ، ولتجنب ذلك قامت عدة دول غنية و أكثر تقدماً ، بإنشاء تجمع يدعى :كوفاكس ،للمساعدة الدول الفقيرة بالحصول على اللقاح و التقليل من حجم الأضرار الواقعة عليها، ولكن حتى عند القيام بذلك فتبقى عدة معيقات تسبب الضرر للدول الفقيرة وهي :
- حصة الدول الغنية التي ستحصل على اللقاح ، و لا تنتمي لجماعة كوفاكس كبيرة ، فمثلاً الولايات المتحدة والتي لا تعتبر من دول الإتحاد كوفاكس ستحصل على ٦٠٠ مليون جرعة من اللقاح أي ما يقارب نصف الكمية ولا تنوي بتقديمه للدول الأفقر ، ولكن يأمل المحللون بتغير هذا الأمر بفترة الرئيس بايدن المنتخب جديداً.
-أما السبب الثاني : فهو عدم قدرة الدول الفقيرة على تخزين الفايروس ، و عدم توفر الوسائل للقيام بذلك فهذا سيحتاج ميزانية إضافية ، غير التي سيتم الحصول عليها من قبل اتحاد كوفاكس ،وفي ظل الظروف الإقتصادية الحالية يعتبر هذا الأمر عائقاً.
- أما السبب الثالث : فهو عدم ارتفاع مستوى الثقافة لدى البلدان الأقل حظاً ، والرد على نظريات المؤامرة وعدم الإقبال الشعبي لتلقي اللقاح في الحملات الخاصة للقيام بذلك ظناً منهم أنه سيقوم بإيذائهم بسبب ما يتم نشره من شائعات على مواقع التواصل الإجتماعي و غيرها ، فحتى لو استطعنا حل المشكلات السابقة ، فهذه المشكلة تبقى هي الأهم ، كما يمكنك القراءة عن نتائج الإختبارات على اللقاح في الرابط
التاليفخلاصة الأمر هو أن الدول الفقيرة ستعاني في البداية ، و ستهمَّش من قبل الدول الغنية ولكن بالنهاية -وربما يكون ذلك بعد عدة سنوات- سيحصل سكانها على اللقاح ، ولكن السؤال يبقى: كم من الأرواح يجب أن تفقد في سبيل حدوث ذلك؟ .
المصادر المرجعية:
https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2020/11/15/كورونا-حصول-الدول-الفقيرة-على-اللقاح