ما مدى صحة ما جاء في حب الرسول صلى الله عليه وسلم للحلواء والعسل

نعم صحيح، صح في الأحاديث أن رسول الله كان يحب الحلواء والعسل.

روى الإمام البخاري في كتاب الأطعمة:" باب الحلواء والعسَل"، ثم روى حديث عائشة رضي الله عنها، قالتْ: (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّ الحَلْواء والعَسَل).

وقد اختلف العلماء في الحلواء التي كان النبي عليه السلام يحبها:

-فقال بعضهم: هي الماء المخلوط بالعسل فهي مشروب وليس مأكول، وذلك أن ماء المدينة كان في غالبه مالحاً فكان يحلى بالعسل حتى يصبح حلواً للشرب، وقالوا أن رسول الله لم يكن يعرف الحلوى المطبوخة المعروفة والمعهودة في زماننا.

- وقال بعضهم " إن حلوى النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يحبها هي المَجِيع بالجيم بوزن عَظِيم، وهو تَمْرٌ يُعجن بلبن "

- وقال بعضهم "اسم الحلواء لا يقع إلا على ما دخَلَتْهُ الصنعة، وقيل هو كل ما عُولج مِن الطعام بحلاوة، وهو أيضًا الفاكهة".

وعلى كل حال فالأظهر أن الحلواء ليس مشروباً وإنما هو طعام معقود بحسب عادات العرب وقتها، ومن المؤكد أنه لم يكن في زمنهم الحلويات المترفة التي حدثت بعد ذلك.

وحب النبي عليه السلام لها لم يكن معناه بحثه عنها وطلبه لها وإنما كان لا يتكلف الحلوى فإن وجدها أو قدمت إليه أكل وإلا لم يطلبها أو يهتم بها.

وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في فصل الطب النبوي في بيان هدي النبي في الطعام والشراب في بيان فائدة هذه المأكولات:

" كان يحب الحلواء والعسل، وهذه الثلاثة - أعني: اللحم والعسَل والحلواء - مِن أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء، وللاغتذاء بها نفعٌ عظيمٌ في حِفْظ الصحة والقوة، ولا ينفر منها إلا مَن به عِلَّةٌ وآفةٌ"

والله أعلم