مما لا شك فيه أن سقيا الماء من أعظم وأفضل القربات والصدقات الجارية ، ففي الحديث عن سعد بن عبادة قال : قلت: ( يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال : نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء ) حسنه الألباني.
وكلنا نعرف قصة الرجل الذي سقى كلباً ماء فغفر الله له ، ففي الحديث الذي يرويه ابو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً ؟ قال : ( في كل كبد رطبة أجر ) فإذا كان هذا في البهائم فما بالك بالإنسان المسلم !!
ففضل سقيا الماء أنها سبب في عفو الله ومغفرته والفوز بجنته إذا خلصت النية لله تعالى وحده ، وتعتبر من الصقات الجارية خاصة ( حفر الآبار ) التي تنفع المسلم بعد وفاته ، للحديث الشريف ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : علم ينتفع به ، وصدقة جارية ، وولداً صالحاً يدعو له ) .