ما صحّة حديث "من قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه، فله بكل حرف حسنة"؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذا الحديث روي بلفظ " مَن قرأَ القرآنَ فأعَرَبَهُ كانَ له بِكُلِّ حَرْفٍ أربعونَ حسنةً ، ومن أعرب بعضًا ولحَنَ في بعضٍ كانَ له بكل حرفٍ عشرونَ حسنةً ، ومن لم يُعرِبْ منه شيئًا فإن له بكل حرفٍ عشرَ حسناتٍ " .

وهذا الحديث أخرجه ابن عدي في كتابه " الكامل في الضعفاء " ، والبيهقي في " شعب الإيمان " ، والشجري في " ترتيب الأمالي " ، كلهم أخرجوه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

لكن هذا الحديث ضعيف جداً إن لم يكون موضوعاً مكذوباً ، لأنه من رواية نوح بن أبي مريم ، وقد قال علماء الجرح والتعديل فيه إنه " متروك " ، يعني لا يؤخذ بحديثه وروايته .

وباللفظ المسؤول عنه رواه الإمام ابن قدامة المقدسي في رسالته لمعة الاعتقاد ، وهو كذلك لا أصل به .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة "  أورد ابن قدامة المقدسي هذا الحديث في رسالته "لمعة الاعتقاد" (ص 19) بلفظ: "من قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه، فله بكل حرف حسنة"! وقال فيه: "صحيح"!

قلت: وهذا غريب جدا، فإنه لا أصل له بهذا اللفظ مطلقا في شيء من طرقه التي وقفنا عليها، وقد تقدم تخريجها وبيان عللها، فكيف مع ذلك يصححه؟! فأخشى أن يكون مدسوسا عليه".

أما اللفظ الصحيح الثابت لهذا الحديث فهو " ما رواه مسلم عن  عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق؛ له أجران".  

وهذا اللفظ يغني عن الأحاديث الضعيفة .


والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة