ما صحة حديث حبس المطر في أوانه وإنزاله في غير أوانه وماذا يستفاد منه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذا الحديث باطل ولا أصل له ومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أن كثيراً من الناس يتناقله - وللأسف حتى بعض المشايخ في المساجد والخطب يتحدثون به !!!

ونورد نص هذا الحديث هنا كاملاً حتى يكون السائل وغيره من الأخوة المراجعين لهذا الموقع على علم ودراية بأن هذا الحديث موضوع وباطل ونكر . 

- فالحديث المتداول يقول: (يأتي زمانٌ على أمتي لا يُعرف من الإسلام إلا اسمهُ، ولا من القرآن الا رسمه، همهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا فعلوا ذلك ابتلاهم الله بالسنين، قالوا: وما السنون يا رسول الله؟ قال: جور الحكام، وغلو المؤونة، ويحبسُ اللهُ المطرَ في أوانه، ويُنزله في غير أوانه) فهذا حديثٌ باطلٌ غير ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

- وأن المطر من عند الله تعالى وقد يكون رحمةً من رب العالمين يغيث به العباد والبلاد، وقد يكون عذاباً ونقمةً يعذِّب اللهُ به من يشاء من عباده. 

- ومن القواعد الأصولية عن أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال الاعتمادُ على السنَّة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس على الأحاديث الموضوعة والآثار المكذوبة، والحكايات والأساطير وما لا أصل له.

- وأن الواجب على من يذكرون الأحاديث في كتاباتهم على صفحات التواصل الاجتماعي والخطباء والوعاظ والمدرسين أن يتثبتوا من الأحاديث قبل روايتها وذكرها للناس،حتى لا ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)

- ولكن قد ينحبس المطر وينقطع من السماء وذلك بسبب المعاصي والذنوب ، قال الله تعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)سورة الشورى30.

- وقد حصل انحباس للمطر في أفضل العصور وهو عصر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو أصلح الناس، وعهده أصلح العهود، وصحابته أصلح العباد بعد الأنبياء، ومع هذا ابتلوا بالقحط والجدب، حتى طلب المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغيث لهم، فقالوا: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، فاستغاث لهم في خطبة الجمعة، ورفع يديه، وقال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا" فأنزل الله المطر، وهو على المنبر صلى الله عليه وسلم أنشأ الله سبحانه سحابة، ثم اتسعت فأمطرت فخرج الناس تهمهم نفوسهم من شدة المطر .

- فلم يزل المطر حتى جاءت الجمعة الأخرى، فجاءوا إليه وقالوا: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله أن يمسكه عنا، فضحك عليه الصلاة والسلام، من ضعف بني آدم، فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"

-ولكن الصحيح الذي ورد في انحباس المطر هو ما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجه في سننه.

- فهذا الحديث بيّن لنا أن سبب عقاب الله تعالى هو المعاصي والذنوب ومن بعض الذنوب التي إذا فعلها الناس منع الله عنهم القطر من السماء وهي :(منع الزكاة وعدم أدائها وإعطاء حق الفقير والمحتاج منها) .