عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ ) قال عنه البخاري هذا الحديث منكر ،وضعفه الألباني .
هذا الحديث ضعيف ولا يجوز الاحتجاج به ولا قوله ولا الاعتقاد به ولا نشره بين الناس.
- فشهر رجب بالذات لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً يدل على فضله، وكل ما يتم تداوله بين الناس لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
-
- أما شهر شعبان فقد وردت فيه بعض الأحاديث منها :
1- عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان". وقال العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شهر شعبان.
2- وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: " قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: " ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
- وعليه : فشهر شعبان يستحب به التطوع لكونه أقرب الأشهر لرمضان، ومنزلة الصيام فيه بمنزلة السنن والرواتب.
- ولقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن عادة الناس تغفل عن شهر شعبان لأن قبله رجب وبعده رمضان، فيهتمون بالذي قبله وهو شهر رجب!! وبالذي بعده وهو شهر رمضان، ولا ينتبهوا لقيمة هذا الشهر بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وبالعمل الصالح والذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى.
- ولعل الحكمة من كثرة العبادات والطاعات والصيام في شهر شعبان هو من باب التدريب والتهيئة النفسية والأسرية والمجتمعية للعبادة الجادة في شهر رمضان. بعكس من يظن أن شهر شعبان شهر راحة لاستقبال شهر رمضان، بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقضي ما عليه من صيام في شهر شعبان دلالة على أهمية هذا الشهر وفضله عند الله تعالى .
- ولا بأس بالمسلم أن يسأل الله تعالى في أن يبلغه شهر رمضان - فقد كان السلف الصالح يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، وبعد صيامه يدعون الله تعالى ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم رمضان!!
- وكان كذلك من دعاء سلفنا الصالح: "اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان وتسلمه مني ، متقبلا "
- وعليه : لو دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل شهر رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر، وأن يبقيه حياً ليصوم رمضان، وأن يجعله من عتقاء شهر رمضان القادم هذا إن شاء الله لا بأس به.
- فكم من اعداد كبيرة من المسلمين صاموا معنا رمضان الماضي وهم الآن تحت التراب؟؟!!!
- فبلوغ المسلم شهر رمضان فيه خير كثير - لأنه شهر العتق من النيران والفوز بالجنة، وشهر الخيرات والشهر الذي يجعلنا ندخل الجنة من باب الريان إن شاء الله تعالى .
- ولكن كيف يكون إستقبالنا لشهر رمضان ؟؟
1- إن كان علينا صوم قضاء أن نبادر إلى القضاء في شهر شعبان ولا يدخل علينا الشهر ونحن علينا صيام فائت.
2- التوبة الصالحة من كل الذنوب الصغيرة والكبيرة والتوبة تكون بشروطها المعروفة وهي : (النية الصادقة، ترك الذنوب والمعاصي، الندم على فعل الذنوب، العزم الأكيد بعدم العودة إلى الذنوب مستقبلاً، ورد المظالم إلى أهلها إن وجدت ، والعمل الصالح الذي يدل على صدق التوبة ) .
3- الإبتهاج والفرح بقدوم هذا الشهر وتزيين البيوت ليشعر الأطفال بأهمية هذا الشهر .
4- الاستعداد للصيام يكون بالصيام في شهر شعبان قدر المستطاع.
5- إعداد خطة إيمانية مع الأسرة وتشمل: ( قراءة القرآن ومراجعته، وقيام الليل ، والدعاء خاصة وقت الفطور ووقت السحور، وغيرها ) .
6- الابتعاد عن السهر في الليل والنوم في النهار وتضييع أيام الشهر الفضيل .