ما صحة تأذي الملائكة من التدخين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
 لم يرد نص صريح في السنة بشأن التدخين بأن الملائكة تتأذى منه,
 ولكن الذي  ثبت بأن  الملائكة  تتأذى من الروائح الكريهة، ولا شك أن التدخين من الروائح الكريهة.  فعليه نقول بأن الملائكة بالفعل تتأذى من رائحة المدخن ورائحة التدخين
. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم   أنه قال: (من أكل من هذه البقلةـ الثوم ـ وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم. ) متفق عليه.
فالمصلون يتأذون بشكل كبير من المدخنين وبعضهم يخرج من الصف الذي به مدخن لأنه لا يطيق رائحة التدخين ولا تقبلها نفسه  فكيف بالملائكة؟؟؟

قال الإمام العيني في شرحه على صحيح البخاري: قلت: علة النهي أذى الملائكة وأذى المسلمين. 
فرائحة  التدخين ألحقها العلماء برائحة الثوم والبصل التي تعد من بالروائح الكريهة
قال النووي في المجموع:
يكره لمن أكل ثوما, أو بصلا, أو كراثا, أو غيرها مما له رائحة كريهة, وبقيت رائحته, أن يدخل المسجد من غير ضرورة,  كما ثبت في الأحاديث النبوية الشريفة  منها حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من أكل من هذه الشجرةـ يعني الثوم ـ فلا يقربن مسجدنا} رواه البخاري, ومسلم, 
الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم والتدخين يتأذى منه الإنسان كما يتأذى من الثوم والبصل 
ويجدر العلم  بأن الدخان لم يظهر  في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل ظهر في القرون المتأخرة،
فقال ابن عابدين ناقلا عن الطحطاوي بشأن الدخان والتدخين :
إن الدخان ملحق بالبصل والثوم في هذا الحكم .
وقال الشيخ عليش المالكي:
لا شك في تحريم شرب الدخان في المساجد والمحافل؛ لأن له رائحة كريهة, وقد نقل عن مجموع الأمير في باب الجمعة:
-أنه يحرم تعاطي ما له رائحة كريهة في المسجد والمحافل،
-كما دجاء عند الشرواني على تحفة المحتاج: يمنع من دخول المسجد ذو الرائحة الكريهة, كآكل البصل والثوم, ومنه ريح الدخان المشهور الآن،
وقد سئل الشيح بن باز رحمه الله عن الإمام يؤم المصلين وهو مدخن فأجاب:
-لا ينبغي لك أن تؤمهم، وأنت بهذه الصفة؛ لأن الإمام يقتدى به، فإذا كنت تتعاطى التبغ، والتدخين؛ فلا ينبغي أن تؤمهم، بل ينبغي أن يلتمسوا من هو خير منك، ومن هو لا يتعاطى شيئًا من المعاصي الظاهرة. 

-وبذلك نقول بأن الملائكة تتأذى من رائحة التدخين فينبغي على المسلم أن يبتعد عن التدخين ويجاهد نفسه في ترك الدخان لكي ينال محبة الله تعالى ورسوله

 ومن الأمور التي تساعد على الإقلاع من التدخين :
1-أن تقتنع بأن التدخين حرام وتقنع نفسك بذلك . لأن المدخن دخل في معصية الله تعالى 
2-الإلحاح بالدعاء إلى الله تعالى بأن يصرف الله عنك التدخين 
3-الإقلاع عن الذنب والندم على ما فات من معصية 
4- مجاهدة النفس، والابتعاد عن أماكن المدخنين ومجالسهم؛ حتى لا تضعف النفس وتعود للمعصية. 
5-الإكثار من المشي وممارسة الرياضة الصباحية لان الرياضة تقلل من شهية التدخين وتشغله عن التفكير بها 
والتدخين له أضرار كثيرة ممكن أن تؤدي إلى الموت فقد قال الله  تعالى : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) سورة النساء: آية 29
وقد ثبت طبيا ان التدخين يسبب الوفاة

كما أن التدخين ممكن ان يسبب في قتل الأجنة لأي أرحام الأمهات المدخنات لقوله تعالى
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) سورة النساء  آية :93
وقد ثبت طبيا ان التدخين يسبب  الإجهاض وولادة الأجنة ميتة , فإذا كان موت الجنين في بطن امه جراء تدخين الام او جراء استنشاق الام من دخان زوجها فيعد هذا من قبيل قتل العمد . لان الكل يعلم ان التدخين يقتل الجنين او يخرجه مشوها. 

والله أعلم.