إن تغيير الاسم ليس له علاقة بالقدر ولا يغير القدر فإنه لا يحصل شيء من ذلك إلا بقدر الله تعالى وقضائه وسابق علمه، وليس لحسن الاسم أو سوئه في ذلك أثر بمجرده.
- بينما قد يكون له تغيير في حياة الشخص وفي نفسيته إلى الأفضل - خاصة إذا كان اسمه السابق سيئ وينزعج ويتأثر به عند مناداة الناس له به .
- وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غيّر بعض أسماء الصحابة التي كانت ترمز إلى معاني سلبية إلى أسماء جميلة وطيبة وذات معنى إيجابي .
- فعن ابن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما اسمك ؟ قال : حزن . قال : أنت سهل . قال : لا أغير اسما سمانيه أبي . قال ابن المسيب : فما زالت الحزونة فينا بعد . أخرجه البخاري .
-ومعنى قوله : (فما زالت الحزونة فينا بعد)
أي لا زالت الصعوبة في أخلاقهم , إلا أن سعيدا أفضى به ذلك إلى الغضب في الله . وقال غيره : يشير إلى الشدة التي بقيت في أخلاقهم . فقد ذكر أهل النسب أن في ولده سوء خلق معروف فيهم لا يكاد يعدم منهم .
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء السيئة ويبدلها بالحسنة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية وقال: أنت جميلة. وما يجري على الأشخاص من تأثر بأسمائهم لا يستبعد أن يجري عليهم بسبب أسماء أمهاتهم أو آبائهم.
- قال ابن القيم( رحمه الله) :
"لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب ، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها ؛ فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه ، بل للأسماء تأثير في المسميات ، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة"
- وكما قالوا : لكا شخص من أسمه نصيب ، فمثلاً : من يكون اسمه سعيد تجده دائماً مبتسماً ضحوكاً سعيداً ، ومن اسمه كريم أو عبد الكريم : تجده كريماً جواداً متواضعاً طيباً ،وهكذا .
-ومن هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشدنا إلى ما نسمي به أبنائنا وما هي خير الأسماء وأحبها عند الله تعالى : حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن) متفق عليه .
- وبالنسبة إلى حكم تغيير الاسم ( من اسم عربي قد يكون ذا معنى سلبي إلى اسم عربي آخر جميل ) فجائز ولكن بشروط هي :
1- أن لا يكون ذا معنى منهي عنه شرعا .
2- أن لا يكون شعارا مختصا بغير المسلمين .
3- أن لا يكون فيه تعبيد لغير الله ( عبد الشمس أو عبد القمر أو عبد البقر )
4- أن لا يكون فيه تزكية للنفس ( تقي ، مؤمن ، ورع ، مخلص )
5- أن لا يكون يشتمل معنى مذموم، أو غير ذلك مما نهي عنه.
- أما مسألة الحظ : فلا يوجد في ديننا شيء اسمه حظ ، هي أقدار قدرها الله تعالى علينا ونحن في بطون أمهاتنا.
- فعن حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللّه إليها ملكًا، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها. ثم يقول: يا رب، أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب، رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك؛ ثم يقول: يا رب، أجله؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص" أخرجه مسلم .