ما سبب نزول آية "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله"؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) سورة الأحزاب (5)

- سبب نزول هذه الآية هو تعطيل وإبطال ونسخ عادة التبني التي كانت سائدة قبل الإسلام - حيث كان جائز إدعاء الولد إلى غير أبيه - فأمر الله تعالى في هذه الآية برد النسب إلى الأب الحقيقي .

- وقد نزلت هذه الآية في شأن تبني الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة - فكان يطلق عليه زيد إبن محمد- فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺣﺬﻳﻔﺔ, رضي الله عنه- ﺗﺒﻨﻰ ﺳﺎﻟﻤﺎ ﻭﺃﻧﻜﺤﻪ ﺑﻨﺖ ﺃﺧﻴﻪ , ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻨﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺯﻳﺪﺍ, ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺒﻨﻰ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻭﺭﺙ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺛﻪ, ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺍﺩﻋﻮﻫﻢ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ)

-
وقال بن عباس - رضي الله عنه - : ( ما كنا ندعوا زيد بن حارثة الا زيد بن محمد حتي انزل الله تعال (ﺍﺩﻋﻮﻫﻢ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ )

- عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو "وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة" رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: إن سالما يدخل علينا وإنا فضل وإنا كنا نراه ولدا وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيدا فأنزل الله {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} الحديث. فلعل الآية نزلت فيهما معا والله أعلم) متفق عليه .

- ومما يؤكد تحريم التبني عدة أحاديث منها :
1- حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّهُ غَيْرُ أبِيهِ فَالجَنَّةُ عَلَيهِ حَرامٌ ) متفقٌ عليهِ.

2- قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( المدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أحْدَثَ فيهَا حَدَثًا، أوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلائِكَة وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللَّه مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَة صَرْفًا وَلا عَدْلًا، ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أدْنَاهُمْ، فَمَنْ أخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه والمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللَّه مِنْهُ يَوْم الْقِيامَةِ صَرفًا وَلاَ عدْلًا. وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أبيهِ، أَوْ انتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَاليهِ، فَعلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه وَالملائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يقْبَلُ اللَّه مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامةِ صَرْفًا وَلا عَدْلً ) متفقٌ عليه.

3- وَعَنْ أَبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -  أنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيْسَ منْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْر أبيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إلاَّ كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لهُ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَليَتَبوَّأُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار، وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أوْ قالَ: عدُوَّ اللَّه، وَلَيْسَ كَذلكَ إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ ) متفقٌ عليه .
-وبالتالي : فمن العدل والقسط والبر ، وحتى لا تختلط الأنساب والمحارم أن ينتسب الولد إلى أبيه الحقيقي ، وعليه : فالتبني حرام في شريعتنا ، بينما كفالة اليتيم جائزة زمطلوبة ، بل أن نتيجتها مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة