عني شخصيًا فإني من أكثر الأشخاص الذين يشعرون بالخوف من أبسط الأشياء، لكن رغم ذلك فإني أعشق مشاهدة أفلام الرعب. ربما لا أقوى على مشاهدتها وحدي، ولا أستطيع النظر إلى جميع المشاهد بقلب قوي، إلا أنني أحب أفلام الرعب بشكل عام. والذين يكرهون هذا النوع من الأفلام بشكل كبير، ولا يقدرون على النظر لأي مشهد منها مهما كان.
رجوعًا للعلم؛ ستكتشف أن شعور الخوف الذي تشعر به عندما تكون في موقف مخيف حقيقًة أو كنت تشاهد ذات المشهد من خلف الشاشة فإنه يأتي من نفس المنطقة في الدماغ، والتي تسمى بـ "اللوزة". وعند التعرض لموقف مشابه فإن الجسم يبدأ بإفراز الأدرينالين والكورتيزول، وتتسارع ضربات قلبك، ويرتفع ضغط الدم لديك.
هذا الشعور الذي تشعر به نتيجة ردات الفعل تلك يختلف من شخص لآخر، فمنهم من تختفي لديه ردات الفعل بسرعة أكبر من أشخاص آخرين، بهذا فإنهم يبدأون بالبحث عن تجارب أخرى تعطيهم نفس الشعور. فتراهم يخوضون تجارب تحتاج جرأة أكبر من أخرين، مثل النشاطات الخطرة من قفز مظلي وطيران شراعي وغيرها.
ربما تشعر أو تلاحظ في بعض الأحيان أن الرجال يميلون إلى مشاهدة أفلام الرعب والبحث عنها أكثر من الرجال، إلا أن السبب ليس بيولوجيًا كما تعتقد، بل غالبًا ما يكون نتيجة التربية التي تعلم الرجل أن يكون أشد وأقسى من المرأة، فيؤثر ذلك عليه بشكل أكبر، ويجعل ردات الفعل على الخوف عنده أقل حدة وأسرع بالزوال.
إن "اللوزة" في الدماغ تتأثر بالفعل بماضي الشخص، وتجاربه، وتربيته. حيث أنها تتعامل مع الصدمات والظروف القاسية بشتى الطرق حتى تستطيع البقاء، وبهذا تراها أكثر حساسية عن البعض من البعض الآخر. أما في حين كانت التجارب أكثر إيجابية وأمانًا، فإن شعور الخوف لدى هذا الطفل تصبح أكثر تشويقًا لأنه نادر الحدوث، بالتالي فهو يميل لطلب هكذا تجارب والبحث عنها.
ويُقال أيضًا أن الأنشطة التي تفعلها بعد مشاهدة أفلام الرعب لها دور كبير أيضًا. حيث أنك لو كنت تشاهدها مع الأصدقاء، ثم جلستم تضحكون على المشاهد وقضيتم وقتًا ممتعًا، فهذا يرسل إشارات للدماغ لتخبره أن هذه التجارب مسلية ويجب تكرارها.
وكذلك فإن الآباء يستطيعون التأثير على أطفالهم من هذه الناحية، عن طريق خلق جو مسلٍ وطريف يعلم الطفل الفرق بين الواقع والتمثيل، لذلك يصبح قادرًا بشكل أكبر على الاعتياد على هكذا مشاهد.