لعلك تتفق معي فيما يخص هذا؛ حيث أن الأعمال التي تُحدث ضجة كبيرة حولها، إن كانت سيئة أو جيدة، فإنها تجعل الناس ينجذبون لمشاهدتها بشكل اكبر. لا أدري حقًا إن كانت هذه إحدى وسائل شركات العرض والإنتاج مثل Netflix لجذب عدد أكبر من المشاهدين من حيث عرضها لأمور تُخالف الكثير من الثقافات وتتحدث عن أمور لطالما كانت محظورة.
أما إن أردتني أن أحدثك عن فيلم Cuties هذا، فلا أدري ما أقول سوى أن Netflix وكأنما فقدت صوابها. ويكمن السبب في أن هذا الفيلم كان عند نزوله وعرضه موجهًا نحو فئة الأطفال، ومن شاهده سيعرف فورًا أن هكذا أمور ليست مخصصة لأن يشاهدها الأطفال بتاتًا. حتى أنني ما زلت أتساءل حول الممثلين من الأطفال في العمل، كيف يُسمح بأن يتعرضوا لهكذا أمر. لا أنكر أن نهاية الفيلم كانت جيدة وتعرض درسًا وعبرة، ولعل الممثلات الصغيرات استطعن تعلمها، لكن وضعهن في مشاهد التمثيل التي أقصد أنها لم تكن ملائمة كان خطًأ كبيرًا، ولا أعرف حقًا على من يقع اللوم الأكبر.
فيلم Cuties هو عمل من إنتاج فرنسي، بدأت حملات الغضب حوله من قبل العامة عندما ظهر الإعلان وقد حمل ملصقًا لمجموعة مكونة من أربع فتيات لا يتجاوز عمرهن الحادية عشر، وقد ظهرن بحركات راقصة تكاد تكون ملفتة من نواحية أخلاقية، حيث رآها الأغلب على أنها "مثيرة جنسيًا". خمدت ثورة العامة، لكنها عادت لتظهر عندما تم عرض الفيلم على Netflix، وقامت حوله بلبلة حقيقية تتمحور حول إن كانت مخرجة الفيلم ميمونة دوكوري أو حتى شركة Netflix ذاتها تروج لما يسمى بالـ بيدوفيليا. ويقصد بالـ بيدوفيليا التحرش أو الاعتداء الجنسي على الأطفال ذكورًا كانوا أو إناثًا.
وإن كنت تعتقد أن هذه هي فقط مبالغات، فإنك بالتأكيد لم تشاهد المشاهد التي حوت رقص تلك الفتيات الصغيرات، وتمايلهن الذي لا يناسب أعمارهن، حيث ظهر بشكل يثير الأغراء بقصد. ويمكنك التأكد من ذلك وأنت ترى الفتيات يبحثن عن مقاطع مصورة لأخريات كبيرات بالسن يقمن بحركات ورقصات الهدف الرئيسي منها هو الغراء الجنسي. وإن كنا لا نتحدث عن تلك النساء إذ أنهن بالغات ويوجّهن هذه الأمور للفئة البالغة من الناس، إلا أن الفتيات في الفيلم كانوا يقومون بهذه الرقصات على الملأ، والأغرب من ذلك أن كان التصوير يركز على توضيح حركة أجسادهن بصورة متعمدة وواضحة. هذا غير أحاديثهن حول أمور البالغين من سلوكات وتصرفات وحتى ملابس وعلاقات.
من جانبي؛ لم أستطع أن أرى حقًا أنه هكذا عمل يجب أن يبقى معروضًا بهذا الشكل، فإن الكثير من المرضى حول الميل للاطفال (جنسيًا) قد تزيد هذه الأعمال من رغباتهم، ويكونو بشكٍل ما قد شجعوا عرض المزيد من هكذا أفكار تخدش كل أشكال الأخلاق والحياء والإنسانية.
786 مشاهدة
