بداية فقول السامع "لا حول ولا قوة إلا بالله" عند الحيعلتين، هو تشريع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فرغم ما جاء في الحديث الذي رواه البخاري "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول"، إلا أن الاستثناء جاء في الأحاديث الصحيحة،
ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا قالَ المُؤَذّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فَقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ؛
ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللّه؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الفَلاح، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ؛ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبرُ؛ ثمَّ قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللّه مِنْ قَلْبه دَخَلَ الجنَّة.
وعن معاوية -رضي الله عنه- أنه قال أي معاوية: وهو على المنبر مثل قول المؤذن إلى قوله: أشهد أن محمدا رسول الله، ولما قال المؤذن: حي على الصلاة، قال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكذلك: حي على الفلاح، ثم قال: هكذا سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول.
وقد اجتهد العلماء في السبب، فذكر الإمام ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري سببًا في قول ذلك فقال:
"إن الأذكار الزائدة على الحيعلتين يشترك السامع والمؤذن في ثوابها، وأما الحيعلة فمقصودها الدعاء (الدعوة) إلى الصلاة، وذلك يحصل من المؤذن، فعوض السامع عما يفوته من ثواب الحيعلة بثواب الحوقلة".
أما ما جاء في مغني المحتاج للخطيب الشربيني -رحمه الله-، قال:
"مناسبةُ الحوقلةِ لدُعاءِ المؤذِّن الذي لا يَليقُ بغيرِه، فمعناها التبرِّي من الحولِ والقوَّةِ على إتيانِ الصَّلاةِ والفَلاحِ إلَّا بحولِ اللهِ وقوَّتِه، والتفويضُ المحضُ إلى الله".
هذا والله تعالى أعلم.