كل عبادة شرعها الله تعالى لنا فيها حكمة وإن خفيت علينا ولكن المؤمن يطيع ما أمره الله سبحانه به إمتثالا لأمره ولإيمانه بحكمته وقدرته حتى لو لم يتوصل بعقله إلى دليل منطقي عقلي يقنعه فالأدب مع الله تعالى التلسيم والخضوع والإنقياد لأوامره المقدسة وهذا من مقتضيات العبودية ومن ركائز الإيمان الأساسية. وإذا تفكرنا في هذا الكون وفي خلق الله تعالى نرى ان كل ما في الكون في حالة طواف من الذرّة إلى المجرّة. فالذرّة التي هي أصغر وحدة تطوف أي تدور فيها الإلكترونات حول النواة والكواكب تدور حول الشمس وقد قال تعالى:{وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}.
ولأن الإنسان جزء من هذا الكون بل هو مركز هذا الكون فلا بد أن يطوف حول بيت الله الذي هو أشرف بقعة على الأرض فالكعبة المشرفة لها تعظيم ومكانة ورفعة في الحضرة القدسية وحين يطوف المؤمن حولها يستشعر في قلبه عظمة الله تعالى ويستولي على قلبه الحضور الإلهي بهيبته وجلاله وجماله فيزداد إيمانا وقربا من ربه ويستشعر بقلبه مودته ورحمته ومحبته.