أظنك تقصد حديث حبس المطر عن النزول في أوانه ونزوله في غير أوانه في المقابل، وهذا حديث متداول على وسائل التواصل الاجتماعي ويتداوله كثير من الناس ، بلفظ :
(يأتي زمانٌ على أمتي لا يُعرف من الاسلام الا اسمهُ، ولا من القرآن الا رسمه، همهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا فعلوا ذلك ابتلاهم الله بالسنين، قالوا: وما السنون يا رسول الله؟ قال: جور الحكام، وغلو المؤونة، ويحبسُ اللهُ المطرَ في أوانه، ويُنزله في غير أوانه).
وهذا الحديث رويت بعض ألفاظه بسند ضعيف جداً ، عند البيهقي في شعب الإيمان وابن عدي في الكامل في الضعفاء ، وروي عن علي رضي الله عنه من قوله موقوفاً عليه ، وكل طرقه ضعيفة جداً ، وحكم عليه الشيخ الألباني بالضعف في السلسلة الضعيفة وقال عنه :ضعيف جداً .
فالحديث ضعيف جداً لا يصح روايته إلا مع بيان ضعفه ولا يجوز نسبه إلى النبي عليه السلام.
أما قولك ماذا يستفاد منه : فالاستفادة فرع على ثبوت الحديث حتى يصح الاستدلال لأن شرط الاستدلال صحة النص ، وما دام أن النص ضعيف غير ثابت فلا يستدل به .
ولكن هذا النص يدل بشكل عام على علامة من علامات الساعة الصغرى التي هي انقلاب الموازين والأمور ، سواء في حياة الناس ودينهم أو دنياهم أو محيطهم وكونهم وجوهم.
وكون انقلاب الموازين يعتبر بشكل عام علامة من علامات الساعة الصغرى أمر صحيح دلت عليه النصوص الصحيحة الأخرى التي ذكرت بعض علامات الساعة الصغرى مثل :( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان) ، ومنها ( ان يوسد الأمر إلى غير اهله ) ، ومنها ( علو الأصاغر على الأكابر) ..إلخ .
فأصل انقلاب الموازين دلالة على قرب الساعة ، وبعض ما ذكر في ألفظا هذا الحديث مشاهد في زمننا نراه رأي العين ، من ذهاب أكثر تعاليم الإسلام وأحكامه واعتناء الناس بلفظ القرآن وتزيينه وتعليقه وانصرافهم عن التدبر والعمل به ، وانشغالهم في المقابل بفتنة المال والنساء ، فهذا كله واقع مشاهد ، ورويت أحاديث بألفاظ أخرى تدل على بعض هذه العلامات.
لكن مع ذلك لا يجوز نسبة هذا الحديث إلى لفظ النبي عليه السلام ما لم يثبت صحة السند.
والله أعلم
254 مشاهدة
