ما درجة صحة حديث (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) وماذا يستفاد منه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحديث صحيح وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
-ونص الحديث: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ)، قال رجلٌ: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنةً. قال: (إن الله جميلٌ يحب الجمال، الكِبْرُ: بطَر الحق، وغمط الناس) رواه مسلم.
- ومعنى الحديث: أن الله تعالى قد حرم الجنة على المتكبرين، الذين يتكبرون على تعاليم الدين ويرفضون قبول الحق، ويتكبرون على خلق الله سبحانه وتعالى.

- وقيل في معنى لا يدخل الجنة أي لا يدخلها ابتداء مع الداخلين وليس نفي دخول الجنة مطلقاً، فالمتكبر غذا كان مسلماً يعذب على قدر تكبره وذنوبه ثم يدخل يخرج من النار ويدخل الجنة بمشيئة الله تعالى وعفوه.

- ومعنى (بطر الحق): أي رفضه ودفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً وإعراضاً.

- ومعنى (غمط الناس): أي احتقارهم والاستهزاء بهم.

-أما محبة الشخص لبدنه وثوبه أن يكون مرتباً ونظيفاً وشعره مسرح ولباسه جميل ومركبه حسن وغيره فهذا ليس من الكبر ولا من العجب المنهي عنه. شرط أن يخلو من العجب ومن الإسراف لقوله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) [سورة الأعراف: 32]

قال الإمام الغزالي رحمه الله: إن العجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم.

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة... فقال الإمام النووي في شرحه: الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخل الجنة دون مجازاة إن جازاه، وقيل: هذا جزاؤه لو جازاه وقد يتكرم بأنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة، إما أولاً، وأما ثانياً، بعد تعذيب أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها، وقيل: لا يدخلها مع المتقين أول وهلة.

- وعليه: فالكبر من الصفات الذميمة في الإنسان ويأتي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
أن يتكبر على أوامر الله سبحانه تعالى، وهو أفحش أنواع الكبر، وذلك مثل تكبر فرعون ونمرود، حيث تعاظما أن يكونا عبدين لله تعالى.

النوع الثاني:
الكبر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بأن يمتنع المتكبر من الانقياد لرسول الله وما جاء به؛ تكبرًا وجهلاً وعنادًا، وذلك مثل فعل كفار مكة.

والنوع الثالث:
الكبر على الناس، وذلك بأن يستعظم نفسه ويحتقر غيره ويزدريه ويترفع عنه، هذا وإن كان دون النوعين السابقين إلا أنه عظيم إثمه أيضًا؛ لأن الكبرياء والعظمة لا يليقان إلا بالله تعالى. - ومن الأسباب التي تجعل الشخص متكبراً هو العُجب في النفس، والحقد والحسد والتعالي على الغير، كذلك الرياء سبب رئيسي في الكبر لأنه يرى نفسه أفضل من غيره في نعم الله تعالى عليه.

- ومن عواقب الكبر في الآخرة أن المتكبرين يحشرون كالذر تدوسهم الخلائق!!
- فعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار؛ طينة الخبال) رواه الترمذي وقال: "حسن صحيح"
- ومما يستفاد من الحديث:
أولاً: النهي عن الكبر واحتقار الآخرين وهذه ليست من صفات المؤمنين.

ثانياً: أن الكبر يؤدي بصاحبه إلى دخول النار، ولا يدخل الجنة مع أول الداخلين.

ثالثاً: أن الله تعالى يحب النظافة والجمال وأن يكون المسلم متميز في لباسه ونظافته.

رابعاً: النهي عن الإسراف في المباحات.

خامساً: أن الكبر قليلة وكثيرة سواء فهو مذموم ومحرم.