الحديث صحيح رواه البخاري في الصحيحين.
- فقد ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حضرته الوفاة كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده) رواه البخاري
- فالنبي عليه الصلاة والسلام عانى من سكرات الموت، ويستفاد من ذلك أن أي مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حطَّ الله عز وجل عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها.
- وعليه أن يصبر على الألم والأذى والوجع لترتفع درجته عند الله تعالى وينال جزاء الصابرين: لقوله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ). الزمر/ 10،
- ولنا في ذلك قدوة للنبي عليه الصلاة والسلام فعندما حضرته الوفاة دخل عليه الصحابي عبد الله بن مسعود وكان عليه الصلاة والسلام يوعك وعكا شديد فقال للنبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت: بأن لك أجرين؟ قال: نعم. ثم قال: ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حطَّ الله عز وجل عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها).
- فقد أمره الله تعالى أن يصبر فقال: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف/ 35، فكان لابد من ابتلائه صلى الله عليه وسلم بالمرض وبالأذى من أعداء الدين ومن هذه الابتلاءات سكرات الموت.
- فنقول بأن النبي عليه الصلاة والسلام عانى من سكرات الموت لحكمة وهي صبره صلى الله عليه وسلم على ذلك، وليكون مضرب المثل في الصبر. وقدوة تقتدي به أمته.
- قال الشيخ بن باز رحمه الله:
" الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم؛ كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله "
- فالذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من سكرات الموت، ومن الألم والحمى الشديدة، وغير ذلك من البلاء، فإنما هو لرفع درجته، ومضاعفة الأجر له، ولتقتدي به أمته في ذلك.