ما درجة صحة حديث (فسطاط المسلمين الغوطة) وماذا يستفاد منه

الحديث صحيح
ونص الحديث: عن أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: " إنَّ فُسطاطَ المسلمين، يومَ الملحمةِ، بالغُوطةِ إلى جانبِ مدينةٍ يُقالُ لها: دمشقُ، من خيرِ مدائنِ الشَّامِ " صححه الألباني.

فقوله صلى الله عليه وسلم: (إن فسطاط المسلمين) أي أنَّ حِصنَ المسلمينَ ومَعقِلَهم ومكانَ قوةِ تَمركُزِهم يومَ الفتنِ والقتالِ العظيمِ مع الكفَّارِ في آخِرِ الزَّمانِ في (يوم الملحمةُ) في الحربُ العَظيمةُ التي تكونُ بينَ المسلمينَ والكُفَّارِ سيكون مكانه ( بالغُوطةِ إلى جانبِ مدينةٍ يقالُ لها: دِمَشقُ، مِن خيرِ مدائنِ الشامِ)، أي: سَيكونُ بمدينةٍ أو مِنطقةٍ تُسمَّى الغُوطةَ وهيَ قريبةٌ من مَدينةِ دِمشقَ، وهيَ مِن أكثرِ المدنِ خيرًا؛
-قيل: ولعلَّ هذِه المَلحَمةَ هيَ التي في سَتكونُ أيامَ الدجَّالِ فإنَّه قد يُحصَر المسلمونَ هنالكَ.

-وفي هذا الحديثِ: إخبارُ من النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بما سَيقعُ في آخرِ الزَّمانِ، وإخبارُه بأسماءِ الأماكنِ قبلَ أن تَنشأَ وتعمُرَ، وهو مِن دلائلِ وإ‘جاز نبوَّتِه الشَّريفةِ صلى الله عليه وسلم.

-ويؤيد ويؤكد ما سبق ما رواه الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر عن بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فقال: "اعددْ ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا، ففسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق"
راوه ابن ماجه وابن حبان والطبراني في مسند الشاميين والحاكم والبيهقي.

-ومما يستفاد من هذا الحديث أن الشام أرض مباركة، ففي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، فقال الناس: وفي نجدنا يا رسول الله؟ قال ابن عمر: أظن أنه قال في المرة الثالثة: الزلازل والفتن هناك: وهناك يطلع قرن الشيطان" صحيح البخاري.

-كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالالتحاق بجند الشام واللجوء إلى الشام في آخر الزمان! فقال صلى الله عليه وسلم قال: "سيصير الأمر أن تكونوا جنوداً مجندة: جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق، قال ابن حوالة:خر (أي:: اختر) لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله" أخرجه أبو داود وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك.
 
-والشام تظم أربعة دول هي: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن كلها تسمى بلاد الشام.

-والبركة فيها ليست محدودة لأنه الله تعالى أطلقها في كتابه العزيز فقال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الإسراء (1) 

-فالبركة عامة في أرضها وسمائها وطقسها وسهولها وجبالها وأنهارها وبحارها وشجرها وبثمارها ورجالها ونسائها وشبابها وقوة إيمانها فهي أرض مباركة من عند الله تعالى .