ما درجة صحة الحديث الشريف (كيف بكم إذا طغى نسائكم) وماذا يستفاد منه

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الحديث ضعيف جداً ونصه هو:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"كيف بكمْ أيُّها النَّاسُ إذا طَغى نِساؤُكم، وفسَقَ فِتيانُكم؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا لَكائنٌ؟ قال: نعمْ، وأشَدُّ منه، كيف بكم إذا تَركتُمُ الأمْرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المُنكَرِ؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا لَكائنٌ؟ قال: نعمْ، وأشَدُّ منه، كيف بكم إذا رأيتُمُ المُنكَرَ مَعروفًا والمعروفَ مُنكَرًا؟ ".

فالحديث رواه أبو يعلى في مسنده وفي سنده راوٍ متروك وهذا يعني أن الحديث ضعيف جداً، ورواه الطبراني في المعجم الأوسط وفي سنده راويين مجهولين وهذا يعني أنه ضعيف جداً كذلك.

فالحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما ماذا يستفاد منه:


فرغم ضعف الحديث وعدم صحته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن معنى هذا القول صحيح وهو واقع مشاهد في زماننا.

فنحن نرى طغيان النساء تحت دعاوى حرية المرأة والمساواة مع الرجل، حتى صارت قوانين الأحوال الشخصية تميل كثيراً إلى جانب المرأة، وصاروا يريدون للمرأة مزاحمة الرجل في كل مجال وميدان.

ونرى فسق كثير من شبابنا، فهم غالبهم ملاحقة الموضات ومصاحبة الفتيات وإقامة العلاقات معهم وتضييع الأوقات في المباريات والمقاهي والدخان.

وانقلب المعروف منكرا عند كثير من الناس، فصارت اللحية تعصباً والحجاب تخلفاً وتشدداً والجهاد إرهاباً.

وانقلب المنكر معروفاً فصار الاختلاط حضارة والتبرج والسفور جمالاً والردة والكفر والإلحاد حرية شخصية.

فالحديث يخبر أن انقلاب الموازيين من علامات الساعة، وهو يحذرنا من ذلك للا يقع الواحد منا في ذلك، وقد دلت أحاديث صحيحة على هذا المعنى، وهو انقلاب الموازين فأخبرت الأحاديث بظهور الأصاغر وتسويد السفلة وأراذل الناس، حتى يتكلم الرجل التافه في أمر العامة، وأخبر النبي عن غربة الدين في آخر الزمن، وبشر الغرباء بالجنة ووصفهم بأنهم ناس صالحون كثير في ناس سوء كثير..

وهذه الأحاديث فيها فائدة مهمة وهي أن على المسلم ألا يغتر بما عليه أكثر الناس من فسق وفجور وتغيير للمفاهيم وترك للحق والشرع، فما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، فليس الحق مع الكثرة وإنما الحق والجماعة ما وافق الشرع، فعليك أن تعرف الحق وتلتزمه.

والله أعلم