ما حكم من قال أن العملة هنا نعبدها من باب المزاح، وهل يجب علي الإنكار لأن ذلك قد يوقعني في مشاكل معه حيث إذا أردت الكلام يوقفني حدسي خوفاً من ذلك؟

3 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
١٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا شك بأن عبادة غير الله لا تجوز حتى لو كان الإنسان مازحًا في ذلك، فالواجب أن يكون المزح في ضمن المباح، مع الحرص على ألّا يكثر من ذلك، بأن يكون قليل المزاح كثير الجدّ، على أن يحرص على انتقاء المزاح وانتقاء الكلام من باب الأولى، خشية الوقوع في الإثم دون أن يدرك، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتوحيد والشرك والإيمان والكفر، وذلك للآثار المترتبة عليه في الدنيا والآخرة.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ". رواه البخاري

وهنا، لا نحكم بالتكفير على القائل، إلّا إذا توافرت فيه شروط التكفير، من إتيانه مكفّرًا من المكفرات التي لا تقبل التأويل، وإذا انتفت الموانع في ذلك، فإذا ثبتت الحجة عليه يكون حكمه على أهل العلم من الفقهاء.

أمّا فيما يتعلق بسؤال السائل عن إنكار هذا القول على الشخص القائل، فنقول، يجب في هذه الحالة إنكار المسلم لمثل هذه الأقوال التي لا تجوز في الشريعة الإسلامية، حتى لو كان من باب المزاح، لأنه منكر فيجب إنكاره على قائله.


عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيدِه فإن لم يستطعْ فبلسانِه. فإن لم يستطعْ فبقلبِه. وذلك أضعفُ الإيمانِ". حديث صحيح

وفي هذا السياق، نستذكر قول ابن القيم -رحمه الله-: "فإنكار المنكر أربع درجات:
الأولى: أن يزول ويخلفه ضده.
الثانية: أن يقِلَّ وإن لم يزل بجملته.
الثالثة: أن يخلفه ما هو مثله.
الرابعة: أن يخلفه ما هو شر منه
".

فالدرجتان الأوليان مشروعتان، فإذا أنكرت المنكَر على أهله، ثم دعوتهم إلى ما هو أخير منه، جاز ذلك وكان هو المراد، أو أنكرت عليهم منكرهم ولكن لم يزل كاملًا فبقي منه آثارًا أو نحو ذلك، فجاز ذلك أيضًا ويؤجر المنكِر على فعله وإنكاره بإذن الله.

أمّا الدرجة الثالثة فهي موضع اجتهاد عند الفقهاء، فإذا أنكر المسلم منكرًا فزال ولكن خلفه منكر مثله، مساوٍ له في الإثم، فاختلف الفقهاء في ذلك، منهم من قال بجواز الإنكار، ومنهم من قال بعدم إنكار المنكر الأول، حتى لا يتسبب في ضرر مثله.

أمّا الدرجة الرابعة فهي محرمة، وهي أن ينكر المسلم منكرًا معين، ثم يؤدي هذا الإنكار الى ان يخلفه منكر أكبر منه، فهنا قال الفقهاء بتحريم إنكار المنكر الأول، لأنه سيؤدي إلى ضرر أكبر في ذلك، فقد شرع النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابته إنكار المنكر إذا كان يبغض الله ورسوله، أما إذا استلزم إنكار المنكر تحقق ما هو أنكر منه وأبغض منه إلى الله ورسوله، فإنه لا يسوغ إنكاره، لتلافي وقوع ما هو أكبر من ذلك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرت عليه وقلت له: إنما حرم الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة.. وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال فدعهم".

وبالتالي فإننا نحث السائل على مراعاة المصلحة في إنكار المنكر، ودراسة ما سيتحقق بناءً عليه، لأن النهي عن المنكر شرع لغاية إرضاء الله تعالى ورسوله، فإذا ترتب عليه ما يبغض الله ورسوله أكثر، فوجب على الإنسان تجنب الإنكار.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٠٨ سبتمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(... فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة) رواه مسلم.

وهذا الحديث يعطي دستوراً للحكم على الأقوال فمجرد القول لا إله إلا الله لا يدخل الجنة بل يجب أن يرافقه يقين قلب.
 
وقائل تلكم العبارة إن قالها مازحاً فهو آثم ولا نحكم بكفره وفتوى الإمام ابن تيمية رحمه الله قوله : 
(وليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة).

وهذا لا يعني أن يطلق الإنسان لسانه كيف يشاء فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)
 رواه البخاري.

وعليك أخي أن تنصح وتنبه بالحكمة والموعظة الحسنة ولا تخشى في الله لومة لائم ولكن إياك أن تحكم على النوايا؛ 
ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
(ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله).
 
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
(ومن دعا رجلاً بكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه).. أي عاد عليه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

وهذا فيه من الخطورة ما يجعلنا نتريث قبل إصدار الحكم.

والله أعلم..

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ سبتمبر ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
- الشق الأول من السؤال:
 وهو المزاح في قول أن العملة تعبدها؟
فهذا لا يجوز وإن سواء كان قاصداً أو غير قاصد فقد أشرك بالله تعالى تعالى ويعتبر من الإستهزاء بالدين الإسلامي.

قال تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) سورة التوبة (65 - 66 ).

- ويجب على من سمع ذلك أن ينكر ذلك وينصح القائل بأن هذا الكلام لا يجوز شرعاً ويوقع صاحبه في الكفر والشرك بالله تعالى، وعليه أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه توبة نصوحاً ويبتعد عن مثل هذه الأقوال، فكل ما يصدر عن اللسان مسجل في صحيفة الأعمال وسيحاسب عليه يوم القيامة.

- وحتى لا تقع في الحرج والمشاكل ممكن أن تتكلم مع ذلك الشخص على إنفراد بأسلوب طيب مقبول ، أو أن تجعل شخصاً آخر يثق به أن يتكلم معه في هذا الأمر.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة