ما دام أنه لم يتلفظ به فلا شيء عليه، وهذه من الأمور التي تجاوز الله عنها، ففي الحديث الصحيح الذي قول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ) أخرجه بخاري ومسلم.
- فالقول أو العمل الذي يصدر عن الإنسان يمر بخمس مراحل هي:
- الهاجس
- الخاطر.
- حديث النفس.
- الهم .
- العزم والقصد
- فحديث النفس إذا لم يستقر، ويستمر عليه صاحبه، فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. وهذا هو المراد بالحديث أعلاه.
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "هذا الذي قاله النبي – صلى الله عليه وسلم - مفتاح فرج للأمة في كل ما يرد على قلوبها أو على نفسها من الوساوس والشبهات والشطحات... وهذا الحديث يريح الإنسان، فما دام الله عز وجل لا يؤاخذ بما حدثت به نفسك من هذه الأمور، فلا يهمك، ولا تركن إليها، ولا تعبأ بها، واطردها عن نفسك، ولا تعتقد أن ما جرى من هذه الوساوس يكون عليك فيه إثم، بل لقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - " ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ" " [انظر شرح شيخنا للبخاري
- أما علاج هذه الحالة فيكون بما يلي:
1- ضرورة مجاهدة نفسك للإقلاع عن هذه الوساوس المذمومة! إذ كيف تقبل على نفسك أن تحدثك بالكفر وباللعن وسب الرب والدين وأنت تعلم أن الله تعالى مطلع عليك؟؟!!
2- إذا حدثتك نفسك مرة أخرى بهذه الأمور فاستغفر الله تعالى وأتفل عن يسارك ثلاثاً فهذا من الشيطان، ولا تلتفت إليه ولا تعود ذهنك وتفكيرك عليه.
- فسب الدين الإسلامي من أشد أنواع الكفر، حتى بعض العلماء أطلق عليه اسم (الردة المغلظة).
- قال تعالى: " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " 65 و66 سورة التوبة
- وحكم سب الرب أو الدين مخرج من الملة، وصاحبه كافر ومرتد وخارج عن الإسلام.
- وحكمه في الشرع: يستتاب فإن رفض فيقتل على الفور ، لأنه يحدث فتنة على عقيدة المسلمين.
- وعليه: فمن سب الدين الإسلامي وهي ظاهرة للأسف نسمعها في شوارعنا من شبابنا وذلك لضعف التربية والدين وعدم توقير الله وتقديره (وما قدروا الله حق قدره)
فيجب على من يقع في هذا الأمر التوبة بشروطها وهي:
1- النية الصادقة في التوبة.
2- الإقلاع وترك الذنب فوراً
3- والندم على ما تلفظ به .
4- والعزم الأكيد على عدم العودة إليه.
5- أن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها.
6- ثم التشهد والإعتسال لأنه يعتبر كافر ومرتد وسيدخل الإسلام من جديد .
- فمن حقق هذه الشروط فإن توبته تقبل إن شاء الله تعالى، ويغفر الله تعالى ذنبه! فقد قال الله تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الزمر: 53.
- وقال سبحانه: ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) سورة الأنفال: 38.
- وفي الحديث الشريف: (التائب من الذنب، كمن لا ذنب له). رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.