حكم الميم في قوله تعالى ( إليهم بهدية ) هو الإخفاء الشفوي .
والإخفاء الشفوي هو : تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة كما في الميم الساكنة قبل الباء أصلية أو مقلوبة من النون الساكنة والتنوين.
وسمي شفويا لأن مخرج الميم والباء من الشفتين .
ويصاحب هذا الإخفاء للميم الساكنة في الباء غنة مصدرها الخيشوم .
أما كيفية أداء هذا الحكم : فقد اختلف القراء في كيفية قراءته إلى فريقين:
الأول: ما عليه جمهور القراء و أهل التجويد و الأداء وهو الأشهر، وهو انطباق الشفتين للميم انطباقا خفيفا من غير مبالغة وإظهار غنتها، أي مجرد ملامسة طبيعية للشفتين ثم النطق بالباء بعدها من غير فصل.
فتطبق الشفتين للميم إطباقا عاديّا، و يصحب هذا الإطباق غنةٌ بمقدار حركتين ، ثم إذا انتهت الغنة تضغط الشفتين للنطق بالباء، فتلفظ قبل فتح الشفتين.
ويحذر علماء الاداء من ما يسمونه "كز " الشفتين يعني زيادة ضغطهما عند النطق بالميم.
والثاني: ترك فرجة صغيرة بين الشفتين عند النطق بالميم مع إظهار غنتها أيضا، ثم انطباق الشفتين للنطق بالباء.
وهذا المذهب غير مشهور عند المتقدمين من أهل هذا العلم ، وإنما المعروف لديهم والمذكور في كتبهم هو الإطباق وعدم ترك فرجة ، وإنما ذكر هذا عن بعض المتأخرين من قراء مصر ، وقد عده بعض المعاصرين خطأ في الأداء وليس وجها صحيحا في القراءة .
والأولى ولا شك هو الوجه الأول الذي عليه جماهير أهل هذا الفن والقراءة .
والله أعلم
للمزيد
http://mtqaaa.blogspot.com/2016/11/blog-post_87.html