-تعددت الروايات في بناء الكعبة المشرفة ولكن المشهور عند أهل السير أن أول من قام ببناء الكعبة هم الملائكة واستندوا بذلك أنهم بنوها ليطوفوا بها خوفًا من الله عز وجل لقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ سورة البقرة آيه 30
- وهذا محل خلاف بين الفقهاء والعلماء: فمنهم من قال أن الذي بنى الكعبة هم الملائكة -ومنهم من قال: أول من بناها آدم عليه الصلاة والسلام وقد ذكره ابن إسحاق،
- وقيل: أول من بناها شيث عليه الصلاة والسلام".
- وقيل أن أول من بناها آدم عليه السلام، أو قيل الملائكة. والله أعلم بذلك.
-ولكن الراجح والأصح أن أول من بنى الكعبة إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
- وتقول بعض الروايات التاريخية بأن الكعبة بنيت 12 مرة عبر العصور وأن أول من بناها:
- الملائكة
- آدم عليه السلام
- شيت بن آدم عليهما السلام
- سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام
- ومن ثم العمالقة وهم الكنعانيون والعموريين
- وبعد ذلك قصي بن كلاب
- وقريش
- وعبدالله بن الزبير
- ومن ثم الحجاج بن يوسف الثقفي
- وبعد ذلك السلطان مراد الرابع
- وللتفصيل في بنائها كما جاءت في بعض الروايات بأن تم بنائها كما ذكر سابقا من قبل الملائكة عليهم السلام قبل سيدنا آدم ولكن بسبب الطوفان الذي حدث بزمن سيدنا نوح هدمت الكعبة .
فأوحى الله تعالى إلى سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بإعادة بناء الكعبة، بعد أن أوحى الله إلى إبراهيم بمكان البيت، قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) سورة الحج 96
- وقد وردت في الآيات الكريمة بأن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء البيت الحرام وتطهيرها.
1- وتذكر الروايات بأن جبريل عليه السلام جاءه بالحجر الأسود من الجنة ولم يكن في بداية الأمر أسود بل كان أبيضاً متلألئ من شدة بياضه وذلك لقول الرسول: «الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك». أخرجه أحمد وصححه الألباني.
2- وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا ولَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا؛ لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» أخرجه أحمد
3- وفي رواية ثانيةٍ من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو- رضي الله عنهما - قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، وَلَوْلاَ مَا مَسَّهُمَا مِنْ خَطَايَا بَنِي آدَمَ لأَضَاءَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَمَا مَسَّهُمَا مِنْ ذِي عَاهَةٍ وَلاَ سَقِيمٍ إِلاَّ شُفِيَ)
4- وفي روايةٍ ثالثةٍ من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما - يَرْفَعُهُ قَالَ: (لَوْلاَ مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ، مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلاَّ شُفِيَ، وَمَا عَلَى الأَرْضِ شَيءٌ مِنَ الْجَنَّةِ غَيْرُهُ) رواه البيهقي وصححه الألباني.
5- وممَّا يؤيد كون الحجر الأسود من الجنة: (أنه لَمَّا أخذته الكفرة القرامطة بعد أن غَلَبوا بمكة حتى ملؤوا المسجدَ وزمزمَ من القتلى، ذهبوا به إلى بلادهم نكايةً للمسلمين. ومكث عندهم بِضْعاً وعشرين سنة، ثم لَمَّا صُولحوا بمالٍ كثير على ردِّه، قالوا: إنه اختلط بين حجارةٍ عندنا، ولم نُميِّزه الآن من غيره، فإنْ كانت لكم علامةٌ تُميِّزُه فَأْتوا بها، ومَيِّزوه. فَسُئِلَ أهلُ العلم عن علامةٍ تُمَيِّزه؟ فقالوا: إنَّ النار لا تؤثِّر فيه؛ لأنه من الجنة، فذكروا لهم ذلك فامتحنوا، وصار كلُّ حَجَرٍ يُلقونه في النار ينكسر؛ حتى جاؤوا إليه فلم تقدر النارُ على أدنى تأثيرٍ فيه، فعلموا إنه هو، فَرَدُّوه.
-وقيل: ومن العَجَب أنه في الذهاب مات تحته - من شدة ثُقْلِه - إبلٌ كثيرة، وفي العودة حَمَلَه أجربُ إلى مكة، ولم يتأثَّر به)