ما حقيقة تشييع سبعين ألفاً من الملائكة للصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
نعم / فقد ورد في الحديث الصحيح أنه عندما استشهد يوم الأحزاب اهتز عرش الرحمن لموته وقام بتشيعه سبعون ألف ملك من ملائكة السماء! فعَنْ عَبدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ) رواه النسائي.

-الصحابي سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بْنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ، سَيِّدُ الْأَوْسِ، الأَنْصَارِيُّ. المتوفى 5 هجري، رضي الله عنه.
-وهو سيّد الأوس - حيث أسلموا جميعهم بإسلام سيدهم سعد بن معاذ عن طريق مصعب بن عمير -رضي الله عنه - أول سفير في الإسلام إلى المدينة المنورة. فلما أسلم سعد بن معاذ -رضي الله عنه -  ذهب إلى قومه وقال لهم: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ فقالوا: سيّدنا وابن سيّدنا، قال: فإن كلامكم عليّ حرام، رجالكم ونسائكم، حتى تؤمنوا بالله وبرسوله، فآمنوا جميعهم.

- وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وبين أبو عبيدة عامر بن الجراح، وقيل بينه وبين سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم. 

- وقد شهد سعد بن مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى- فحين استشار النبي محمد صحابته قبل المعركة، قال سعد: (قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله -).

- وشهد كذلك سعد بن معاذ رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة أحد، وثبت مع الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم  عندما ولّى المسلمون عنه.

- كذلك شارك سعد بن معاذ رضي الله عنه في غزوة الخندق (الأحزاب) حيث رُمى بسهم فقطع منه الأكحل وكان الذي رماه رجل من قريش اسمه «حيان بن قيس بن العرفة، فقال سعد: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه. اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة». 

- وهو الذي حكم في يهود بني قريظة بأن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وتصادر أموالهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت فيهم حكم الله تعالى من فوق سبع سموات!!.

- واستشهد وعمره (37) عام فقط، ومدة إسلامه (6) سنوات!!! اهتز لموته عرش الرحمن وشيعه سبعون ألف ملك!!!

- ما السر الذي جعل سعد بن معاذ يحظى بهذه الكرامات الإلهية خلال ست سنوات فقط!!!
إنه سر الإيمان الذي وصل إلى درجة اليقين والجهاد بالنفس والمال وتقديم الروح رخيصة في سبيل الله ونصرة رسوله ودينه.

-وهذا يعطينا درساً بأن الوقت والعمر له قيمة هامة إذا استخدمناه وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الوقت مبارك لمن يستغله، فكم من الناس مضى من أعمارهم في الإسلام ستون أو سبعون عام ولم يجدوا للإسلام شيئاً، فلم ينفعوا أنفسهم ولم ينفعوا دينهم أو أمتهم!!!!