ما حقيقة اختلاف الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في دفن النبي صلى الله عليه وسلم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 اختلفوا في دفن النبي صلى الله عليه وسلم وأخروا دفنه لعدة أسباب.

- فعندما خرج الصديق أبو بكر وأخبرهم بموت النبي صلى الله عليه وسلم، كان هذا الخبر على الصحابة رضوان الله عليهم مصابا جليلا وعظيما، فمنهم من أنكر موته ومنهم من أقعد ولم يحتمل القيام، ومنهم من دهش، كما أن حالهم اضطربت.

- وأما الأسباب التي دعت الصحابة رضوان الله عليهم إلى تأخير دفن النبي صلى الله عليه وسلم:

أولا: أن جميع الصحابة رضي الله عنهم حرصوا على الصلاة عليه من الجميع، فقد صلى عليه جميع الناس،

- فقد صلى عليه  الرجال وصلت عليه النساء والصبيان، فصلوا عليه جماعات جماعات متفرقين
حتى أنهم لم يؤمهم إمام واحد،
- وإنما كان يدخل على حجرته الشريفة  صلى الله عليه وسلم جماعة فيصلون عليه فرادى،
ولأن جميع الناس صلوا عليه فقد استغرق هذا الوقت الكثير.
- وقد ذكر في موطأ مالك:
(أنه بلغه أنه صلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد).

- كما ثبت في الحديث عن ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب أنه قال: (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع على سريره، فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد).

ثانيا: كان سبب التأخير هو اختلافهم في كيفية غسله صلى الله عليه وسلم، ومن الذي سيتولى غسله،

ثالثا: كما اختلفوا مكان دفنه أين سيكون ومن الذي سيدفنه، ولا شك أن هذه الأسباب هي التي جعلت الصحابة رضوان الله عليه في التأخير في الدفن.
 
رابعا: أنهم انشغلوا في أمر البيعة بالخلافة من سيكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده حتى استقر الأمر على أبو بكر الصديق،
 
فكان انشغاله رضوان الله عليهم بما يحفظ على الأمة أمرها وشأنها، فتحاوروا بينهم بعض الاجتماعات والحوارات ليتم تحديد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لا يقعوا في الخلافات وحتى يوحدوا راية الأمة الإسلامية بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكي يقطعوا على الشيطان السعي للتفرقة بين الناس.

وهذا الأمر  كان من أهم وأعظم الأمور التي دعتهم إلى التأخير في دفنه عليه الصلاة والسلام.

خامسا: اندهاشهم العظيم والشديد من وقع الخبر فكان ذلك الأمر العظيم الذي لم يقع مثل هذا الحدث من قبل،
ولعل أن من أهم وأعظم الأمور التي دعتهم إلى التأخير في دفنه عليه الصلاة والسلام هو انشتغالهم في أمر البيعة بالخلافة.

وقد أورد الزرقاني رحمه الله في شرح الموطأ:

إنما أخروا دفنه لاختلافهم في موته أو في محل دفنه، أو لاشتغالهم في أمر البيعة بالخلافة حتى استقر الأمر على الصديق، ولدهشتهم من ذلك الأمر الهائل الذي ما وقع قبله ولا بعده مثله، فصار بعضهم كجسد بلا روح، وبعضهم عاجزا عن النطق، وبعضهم عن المشي، أو لخوف هجوم عدو، أو لصلاة جم غفير عليه.

- كما أن الفقهاء والمؤرخون قد اختلفوا في أي يوم دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك الاختلاف على قولين:

القول الأول: أنه دفن ليلة الأربعاء، وهذا المشهور عن الجمهور، وقد استدلوا على ذلك بما روي عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: (تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ) رواه أحمد

القول الثاني: أنه دفن يوم الثلاثاء، وقد وردت بذلك مجموعة من الأدلة والآثار،
فقد ورد في موطأ مالك: (أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء، وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد)

- كما روي عن سعيد بن المسيب أنه قال:
 (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع على سريره، فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد، وتوفي يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء) منصف ابن أبي شيبة.

وفي يوم وفاته قال أنس بن مالك رضي الله عنه:لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ: أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ. فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ. 
اللهم صل وسلم وبارك على أشرف المرسلين.