قال الله تعالى : ( كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) سورة التوبة (69)
- الخطاب في الآية لكفار قريش ، فالله تعالى يخاطبهم بأنهم كأسلافهم الكفار السابقين الذين كانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعاً ولكنهم كفروا بالله ورسله ، ولكن لم ينفعهم ذلك لأنهم لم يؤمنوا ، وأنتم مثلهم أعرضتم وكذبتم أمر نبيكم ، فسوف يكون الجزاء من جنس العمل وهو أن تحبط أعمالكم في الدنيا والآخرة .
- فقوله تعالى : ( وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ) أي خضتم في أسباب الهلاك باللهو واللعب وعبادة غير الله تعالى .
- وقيل : خضتم في أمر نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم بالتكذيب والصد عنه .
- والخوض : هو خوض الماء بعد أن يصفى - أي تعكير الماء الصافي ، وهو ضد الكلام الحسن ، وخوض كلمة فيها مبالغة - أي زيادة في التكذيب واللغو والكفر والطعن في الدين وأهله .