ما تفسير هذا الحديث الشريف إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها ...؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هذا الحديث صحيح : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ؛ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ المَاء، أو مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ؛ خرجت من يَدَيْهِ كل خَطِيئَة بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ؛ خَرَجَ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوب ) رواه مسلم في كتاب الطهارة .

- هذا الحديث يدل على فضل الطهارة والوضوء ، وأن الوضوء يغسل ومحي جميع الذنوب التي أفترفتها أعضاء الوضوء .

- فقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ؛ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ المَاء، أو مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ) يدل دلالة واضحة على أن النظر يمحوه الوضوء ، وذكر النظر في الوجه دون الأذن أو الأنف أو الفم لأهمية النظر ، لأن العين طليعة القلب فإذا ذكرت أغنت من غيرها.

- وعليه : فإذا غسل المسلم وجهه خرجت خطايا ما نظر إليه من حرام ،وما سمعه من محرم ، وما تحدث به من محرم ، وما شمه من محرم مع آخر قطرة من الماء تنزل عن الوجه.
-وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (  فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ؛ خرجت من يَدَيْهِ كل خَطِيئَة بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ) أي إذا تم غسل الركن الثانيمن أركان الوضوء وهو غسل اليدين إلى المرفقين ، يمسح الله تعالى عنه ذنب يديه الذي إقترفهما بهما ( كضرب أو سرقة بسيطة أو كتابة شيء فيه معصية وغيرها ) مع آخر قطرة من ماء تنزل من يديه .
- وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ؛ خَرَجَ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوب
) أي إذا غسل المتوضي رجليه فإن الذنوب التي مشى بها تُمحى مع آخر قطرة من ماء تنزل من رجليه أو من تحت آظافره كما جاء في بعض الروايات .
- ومن خلال الحديث الشريف يتبين لنا ما يلي :
1- أهمية الطهارة والوضوء في حياة المسلم .
2- أن الوضوء سبب في محو الذنوب .
3- أن الذنوب التي يمسحها الوضوء هي الصغائر وليس الكبائر .
4- على المسلم أن يُحسن الوضوء وأن يسبغ الوضوء حتى يتحقق له غفران ذنوبه .
5- أن كل يعضو من أعضاء الوضوء يطهر بإنفراده عن غيره غذا تم غسله بالطريقة الصحيحة.
6- أن المسلم يتوضأ في اليوم خمس مرات أو ثلاث مرات على الأقل على إعتبار أن للفجر وضوء ،وللظهر والعصر وضوء ، وللمغرب وللعشاء وضوء ، فإنه يتطهر من الذنوب من ثلاث إلى خمس مرات في اليوم والليلة حتى ينام وليس عليه ذنب.

- كذلك الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما إلا الكبائر - وهذا دافع للمسلم أن يبتعد عن الكبائر ، وأن الصغائر يتكفل بها الوضوء والصلاة والعمرة والحج وسائر الطاعات لقوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .