قال الله تعالى (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (273) البقرة
(لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ) : أي لا يلحون في السؤال ولا يكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه
وهذ وصف للفقراء المهاجرين الذين انقطعوا إلى الله وإلى رسوله ، وجاءوا إلى المدينة وسكنوا فيها ، وليس لهم فيها ما يغنيهم ولكن .تجد فيهم خشوعاً وانكساراً وإن لم يسألوا أو يطلبوا ، ومن شدة تعففهم في حالهم وأكلهم ولباسهم كان الجاهل بحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم وطلبهم المساعدة . ولكنك تعرفهم من حالتهم الخاصة التي تستحق الإنفاق عليهم .
وهذا تصديق لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئا ). وقد رواه أحمد
- وعليه : يجب على المتصدق والمزكي أن يبحث عن هؤلاء الناس الذين لا يطلبون حاجاتهم علناً لرفعة نفوسهم وتعففها عن سؤال الناس .