قال الله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دكا دَكًّا) سورة الفجر (21)
هذه الآية الكريمة تصف بعض أهوال يوم القيامة وما سيحصل قبيل بين يدي الساعة.
- ومعنى دكت الأرض أي زلزلت الأرض، وحركت تحريكا بعد تحريك، وتحطمت وكل شيء على ظهرها أصبح مستوياً مع الأرض، فكل الموجودات على الأرض من بناء وأبراج وعقارات وجبال ومحيطات وبحار هي موجودات مؤقتة وليست دائمة - إنما وجدت لأجل الإنسان وسخرها الله تعالى له لينتفع بها ولتساعده على أن يقوم في خلافته على أكمل وجه ممكن.
- ودك الأرض أمام الإنسان قبيل قيام الساعة ليعلم سخافة هذه الدنيا وزوالها وأن الحياة الدنيا وما فيها من الغنى والفقر وأضرابهما لم تكن مقصودة بالذات بل كانت ابتلاء وامتحانا من الله تعالى يميز به السعيد من الشقي ويهيئ الإنسان فيها ما يعيش به في الآخرة وقد التبس عليه الأمر فحسبها كرامة مقصودة بالذات فاشتغل بها ولم يقدم لحياته الآخرة شيئا فيتمنى عند ذلك ويقول: يا ليتني قدمت لحياتي ولن يصرف التمني عنه شيئا من العذاب.
- وكرر الله تعالى كلمة (دكاً) مرتين تأكيد ولبين لنا أن هذا الأمر حقيقي وليس مجازي وأنه سيحصل قبيل يوم القيامة.
- قال الزجاج: أي زلزلت فدك بعضها بعضا.
- وقال المبرد: أي ألصقت وذهب ارتفاعها. يقال ناقة دكاء، أي لا سنام لها، والجمع دك. وقد مضى في سورة (الأعراف) و (الحاقة) القول في هذا. ويقولون: دك الشيء أي هدم.
- فقوله تعالى: (دكا دكا) أي زلزلت مرة بعد مرة فكسر بعضها بعضا فتكسر كل شيء على ظهرها. ثم تكون بمنزلة الأرض اللينة. وقال الله تعالى: ﴿فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا﴾ [سورة الأعراف/143]
-وقيل: دكت جبالها وأنشازها حتى استوت.
- وقيل: دكت أي جُعلت مستوية ليس عليها مرتفع ولا منخفض. أو زُلزلت، أو دُقت وكُسرت.
- وقيل: دكت أي استوت في الانفراش فذهب دورها وقصورها وجبالها وسائر أبنيتها. ومنه سمي الدكان، لاستوائه في الانفراش. والدك: حط المرتفع من الأرض بالبسيط، وهو معنى قول ابن مسعود وابن عباس: تمد الأرض مد الأديم.
254 مشاهدة
