يقول الله تعالى حاكيًا على لسان نبيه موسى عليه السلام: (
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ).
ومما جاء في تفاسير هذه الآية الكريمة وهي في ذات المعنى تقريبا، أذكر لك:-
"القول في تأويل قوله تعالى: (
عَوَانٌ)
قال أبو جعفر:"العوان" النصف التي قد ولدت بطنا بعد بطن، وليست بنعت للبكر. يقال منه:"قد عونت" إذا صارت كذلك.
وإنما معنى الكلام أنه يقول: إنها بقرة لا فارض ولا بكر بل عوان بين ذلك.
القول في تأويل قوله تعالى: {
بَيْنَ ذَلِكَ}
قال أبو جعفر: يعني بقوله: {
بين ذلك} بين البكر والهرمة، كما:-
حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: {
بين ذلك}، أي بين البكر والهرمة."
"وَقَالَ الضَّحَّاكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {
عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [يَقُولُ: نَصِفٌ] بَيْنَ الْكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ، وَهِيَ أَقْوَى مَا يَكُونُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالْبَقَرِ وَأَحْسَنُ مَا تَكُونُ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَالضَّحَّاكِ نَحْوُ ذَلِكَ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ: الْعَوَانُ: النَّصَفُ الَّتِي بَيْنَ ذَلِكَ الَّتِي وَلَدَتْ، وَوَلَدَ وَلَدُهَا."
"{
عَوانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} أيْ مُتَوَسِّطَةُ السِّنِّ، وقِيلَ: هي الَّتِي ولَدَتْ بَطْنًا أوْ بَطْنَيْنِ، وقِيلَ: مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ."
" وقوله تعالى: {
عَوَانٌ بَيْنَ ذلك}.
يعني وسط بين هذه الأوصاف كلها."
والله أعلم.