قال الله تعالى : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) سورة الطلاق: (2-3 ) .
- ورد هذا النص في قوله تعالى ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) بعد الحديث عن الطلاق ليحذر كل من الزوجين أن يتعدوا حدود الله في أمر الطلاق فيما يتعلق بالمهر المؤجل وبالنفقة أو العدة أو الحق في رعاية الأولاد ، لأن العادة في الطلاق تكون النفوس مشحونة بالغضب وبالحقد والكراهية وغير منضبطة في تصرفاتها .
- والآيات السابقة تتحدث عن التقوى وما ينتج عنها من ثمرات وهي :
1- أن الله يجعل للمتقي مخرجاً عند الشدائد .
2- وأن الله تعالى يرزقه من حيث لا يدري ولا يحتسب .
- كما أن الآية الثالثة تتحدث عن التوكل وثمراته وهي : أن المتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب فإن الله حسبه وكافيه من كل الشرور ، ويرزقه كذلك رزقاً طيباً مباركاً
- أما قوله تعالى :( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) أي أن منتهى كل شيء هو قدره كالعمر مثلاً فلا يموت الإنسان حتى ينتهي أجله فيكون قد حان قدره وهو ( الموت ) فالله تعالى يقدر كل شيء في وقته وحسب حاجته فقط ! لأن أمر الله تعالى يتم وفق مقاديره ، وبالتالي لا يوجد في هذا الكون فوضى ، ولا كذلك في الأمم والشعوب ، فكل ما يجري في هذا الكون هو وفق أمر الله تعالى ، فقوانين الله تعالى نافذة كما يقدر لها الخالق سبحانه وتعالى .