قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) (الحج:73)
- فقوله تعالى ( ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) مرتبط بالآية الكريمة .
- فالله سبحانة وتعالى يضرب مثلاً للذين يعبدون من دون الله تعالى ( الأصنام والأوثان والشمس والقمر والبقر والحجارة وغيرها ) وهي مخلوقات ضعيفة من خلق الله تعالى لا تنفع نفسها ! فكيف لها أن تنفع أو تضر غيرها ؟؟!!
- وأن هذه المخلوقات التي تُعبدمن دون الله تعالى لو إجتمعت جميعها على أن يخلقوا ذابة ( كائناً حياً دقيقاً صغيراً - مثل الذباب ) فإنهم لا يستطيعون لا فرادى ولا جماعات ، فكيف بمن هو أكبر منه كالفيل والجمل والبقر .
- بل هم أضعف من ذلك وأحقر، فهم لا يستطيعون تخليص ما يسلبهم الذباب من أشياء. فالذباب عندما يقع على شيء كطعام أوشراب أو غيره ويأخذ منه جزءاً بسيطاً جداً فلا يستطيع هؤلاء المعبودين من دون الله لو أجتمعوا أن يستردوا ما أخذه الذباب !!!
- وهذه الحقيقة يثبتها العلم العلم اليوم فيقول: إن الذبابة تمتلك خاصية تحليل الطعام خارج جسمها. فالذبابة تمد فمها من أسفل رأسها لأخذ الطعام، مكونة بذلك أنبوبا لامتصاص الطعام، وتفرز إنزيما ليمكنها من تحليل الطعام وتحويله إلى مادة سائلة لمساعدتها على امتصاصه خلال الأنبوب. وهذا يعني أنه لو فُرض أخذ الذبابة واستخراج ما بباطنها أو فمها، فإنه لن يكون نفس ما أخذته، بل هو شيء آخر ومركبات أخرى متحللة. وبهذا تظل الحقيقة القرآنية ناصعة دالة على إعجاز هذا القرآن، فما أخذه الذباب لا يمكن لأحد استنقاذه منه على نفس هيئته، بل متغيرا متحللا !!!
- وبذلك يأتي التعبير القرآني بقوله ( ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) :
1- فقوله ضعف الطالب : اي المعبود من دون الله الذي أُخذ من شيء - دلالة على ضعفه وعجزه - أمام قدرة الله تعالى .
2- وقوله ضعف المطلوب : وهو الذباب