ما المقصود بواو الثمانية في القرآن الكريم؟

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ يوليو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
المقصود بواو الثمانية : أن العدد المعدود بعد الواو ، يكون ترتيبه الثامن ، ويكون مخالفاً في بعض الصفات للمعدودات السابقة . فهي واو عطف تدخل على المعدود الثامن لتعطفه على ما سبقه ، ويكون مغايراً لبعض المذكورين قبله  في بعض الصفات.
وقد وردت واو الثمانية في القرآن ثلاث مرات :
1- في سورة التوبة قال تعالى : ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (112) فنلاحظ أن واو الثمانية دخلت على الصفة الثامنة المغايرة للصفات السابقة .
2- في سورة التحريم قال تعالى : ( عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) نلاحظ أن واو الثمانية دخلت على الصفة الثامنة أبكارا وهي مغايرة للصفة السابقة .
3- في سورة الكهف قال تعالى : ( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا )(22)
فنلاحظ أن واو الثامنة دخلت على الرقم الثامن . فهي فصل بين أصحاب الكهف الأبرار ، وبين كلبهم النجس - الذي لم تغيّر رحلته معهم ،وحراسته لهم من حيوانيته ونجاسته - فدخول الواو على كلمة ( كلبهم ) له معنى أدبي أخلاقي ذوقي .
- وأن القول الثالث الذي دخلت عليه واو الثمانية مغاير للقولين اللذين سبقاه ، فالقرآن ذم القولين السابقين لأنهما من باب الرجم بالغيب ( رجما بالغيب ) بينما سكت عن القول الثالث ، بل اشار إلى إمكانية إعتماده والقول به / حيث أثبت العلم بهم للقليل ( قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ) .
 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٢٤ يوليو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
المعجزات البيانية قائمة إلى يوم القيامة وكل يوم تتكشف أسرار جديدة من كتاب الله تعالى، 
فمنها معجزات كونية 
ومنها معجزات عقلية 
ومنها معجزات بيانية 
ومن المعجزات البيانية البلاغية 
سر الأعداد وتكرارها وسر الحروف ودلالاتها 
واختلف المفسرون والنحويون في دلالة الواو فمنهم من أكد لها دلالات 
ومنهم من عارض تلك الدلالات بالمحاكمة العقلية،
والواو أين جاء هو حرف عطف ولكن عندما يأتي في محل تباعد الصفات يأتي للتوكيد والتحقيق . ففي سورة التوبة قال تعالى : ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف 
والناهون  عن المنكر ) ففسرها البعض أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يختلف عما سبقه من العبادات لأنه متبوع بمشقة التصادم مع الآخرين وهو يختلف عن العبادة في الأمثلة السابقة واعتبر أن الواو هنا تأتي للربط بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتلازم الحاصل بينهما .
في سورة الكهف يقول الله سبحانه : 
( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة وسادسهم كلبهم رجما بالغيب 
وسيقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ) 
فبعد قوله تعالى رجما بالغيب جاء توكيده سبحانه وسيقولون وهي للمستقبل 
وقد جاء العلم بها في هذا الزمان بحساب الفارق بين السنة الشمسية والقمرية فكان التوكيد مستقبلا وهذا من الإعجاز في القرآن الكريم .
وفي سورة  الزمر يقول الله عز وجل : 
( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا  حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ) 
ووصف حال المؤمنين :
( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا  حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها )
وهنا قولان الأول يعتمد العدد ثمانية وأن أبواب الجنة ثمانية 
والثاني ينسب فتحت أن أبواب النار تفتح بعد وصول أهلها إليها لشدة حرها فتفتح فور وصولهم .
أما الجنة فتفتح قبل مجيئهم وتتزين لهم  ليجدوها عبيرها قبل الدخول إليها 
وإن الجمع بين الإستدلالين جائز وليس شرطا تلازم العدد ثمانية مع تلك الدلالات.