قال الله تعالى : ( إنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾ سورة الأنبياء 21 .
- الحصب : هو ما يلقى في النار من حطب ووقود
-وحصب جهنم : هو وقود جهنم ( النار ) وحطبها وشجرها وحجارتها . قد أكد القرآن الكريم بأن مصير العابدين للأصنام كمصير الإصنام فكلها تُقذف في نار جهنم لتحترق.
- فالاية تتحدث عن الكفار والمشركين وما كانوا يعبدون من دون الله ( الأصنام ) جميعهم عبارة عن حطب جهنم ووقودها - وهو كناية على أن مصيرهم النار وأنهم عبارة عن حطبها ووقودها - .
- وقوله تعالى: ( إنكم وما تعبدون من دون الله ) هو زيادة فى تقريعهم وتوبيخهم .
- وفى إلقاء أصنامهم معهم فى النار مع أنها لا تعقل ، زيادة فى حسرتهم وتبكيتهم ، حيث رأوا بأعينهم مصير ما كانوا يتوهمون من ورائه المنفعة .
- وقال الإمام الزمخشري في تفسيره الكشاف : فإن قلت : لم قرنوا بآلهتهم؟ قلت : لأنهم لا يزالون لمقارنتهم فى زيادة غم وحسرة ، حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم ، النظر إلى وجه العدو باب من العذاب ، ولأنهم قدروا أنهم يستشفعون بهم فى الآخرة ، وينتفعون بشفاعتهم ، فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدروا ، لم يكن شىء أبغض إليهم منهم .
- وجملة ( أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) بدل من ( حَصَبُ جَهَنَّمَ ) ، أو مستأنفة .
أى : أنتم - أيها الكافرون - ومعكم أصنامكم داخلون فى جهنم دخولا لا مفر لكم منه .
- وجاء الخطاب بقوله ( أَنتُمْ ) على سبيل التغليب ، وإلا فالجميع داخلون فيها .
- ولا يدخل فى هذه الآية ما عبده هؤلاءالمشركون من الأنبياء والصالحين كعيسى والعزيز والملائكة ، فإن عبادتهم لهم كانت عن جهل وضلال منهم ، فإن هؤلاء الأخيار ما أمروهم بذلك ، وإنما أمروهم بعبادة الله - تعالى - وحده .