هذه الآيه هي الآية رقم ( 109 ) من سورة طه يقول تعالى{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } .
و الشفع لغة هو عكس الوتر عند الإطلاق ، ويعني انضمام شيء إلى شيء في أمر ما .
وهي في الاصطلاح : انضمام شخص إلى شخص في طلب منفعة ومصلحة له يطلبها ، فالشافع بطلبه تحقيق مصلحة أو منفعة للمشفوع ضم طلبه إلى طلب المشفوع ، فصار شفعا .
وفي الشرع : الشفاعة هي تحمل نفس الاصطلاحي ولكنها في هذا الموقف يعني يوم القيامة تختص بمن يطلب إلى الله ويشفع عنده في أمر معين ، قد يكون بدأ الحساب كما هي شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام الكبرى في ذلك الموقف ، أو ليتجاوز عن المذنبين والمسرفين فلا يعذبهم ، أو الشفاعة لدخول الجنة أو الشفاعة لرفع درجات بعض أهل الجنة أو غير ذلك .
والآية تبين أن أمر الشفاعة لا يملكه إلا الله وحده وليس شأن الله كشأن ملوك الأرض ، فملوك الأرض لأنهم بشر يطلبون منفعة من غيرهم ويرجون مصلحة يقبلون شفاعة من يريدون ذلك منهم ، ولو لم يرضوا عن المشفوع ولم يأذنوا في الشفاعة ، في مقابل ما ينتظرونه من مصلحة من الشافع .
أما الله سبحانه فهو وحده الغني الغنى المطلق فلا تنفعه طاعة المطيع ولا يضره عصيان العاصي ، لذلك لا يشفع أحد عنده إلا بشرطين :
1. إذنه سبحانه لخلقه بالشفاعة .
2. رضاه عن الشافع بأن يكون مطيعا منيبا له سبحانه وحده .
ثم لا بد ان يكون المشفوع له صالحا لهذه الشفاعة وإلا لم تقبل الشفاعة ، فلو كان كافرا فلا تقبل شفاعة فيه ، كما عندما يشفع إبراهيم عليه السلام لأبيه يوم القيامة فلا تقبل شفاعته له ويرمى أبوه في نار جهنم والعياذ بالله .
فالشفاعة لا تقبل إلا فيمن مات على التوحيد والإسلام ، أما من مات كافرا فلا تقبل شفاعة فيه .
قال الشيخ السعدي رحمه الله ف تفسيره : ( أي: لا يشفع أحد عنده من الخلق، إلا إذا أذن في الشفاعة ولا يأذن إلا لمن رضي قوله، أي: شفاعته، من الأنبياء والمرسلين، وعباده المقربين، فيمن ارتضى قوله وعمله، وهو المؤمن المخلص، فإذا اختل واحد من هذه الأمور، فلا سبيل لأحد إلى شفاعة من أحد).
والله أعلم