ما المقصود بالأحقاف؟

الأحقاف هي منطقة سكنى قبيلة عاد قوم هود عليه السلام ، وقد سميت وسورة الأحقاف باسم منطقة سكناهم تنبيها على مصيرهم وما حصل بهم لما كذبوا رسولهم.

قال تعالى : (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)

والأحقاف لغة جمع حقف وهو - كما قال الطبري رحمه الله وغيره - " من الرمل ما استطال ، ولم يبلغ أن يكون جبلا "

وقال القرطبي رحمه الله " الأحقاف : ديار عاد ،  وهي الرمال العظام ، في قول الخليل وغيره ، وكانوا قهروا أهل الأرض بفضل قوتهم ، والأحقاف جمع حقف ، وهو ما استطال من الرمل العظيم واعوج ولم يبلغ أن يكون جبلا ، والجمع حقاف وأحقاف وحقوف "

فهي باختصار كثبان رملية عالية عظيمة ولكن لا تبلغ حجم الجبل .

أما مكان هذه المنطقة بالتحديد فقد اختلف فيها على أقوال :
1. قيل هي جبل بالشام  ، روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه.
2. وقيل هي واد بين عمان والمهرة يعني منطقة اليمن الآن تقريبا.
" قال ابن إسحاق : كانت منازل عاد وجماعتهم ، حيث بعث الله إليهم هودا الأحقاف: الرمل فيما بين عُمان إلى حَضْرَمَوْتَ, فاليمن كله, وكانوا مع ذلك قد فشَوْا في الأرض كلها, قهروا أهلها بفضل قوّتهم التي آتاهم الله ".
3. وقيل هي رمال مُشْرفة على البحر بالشِّحْر ، والشحر هي عدن جنوب اليمن .
قال قتادة رحمه الله : بلغَنَا أنهم كانوا على أرض يقال لها الشحر, مشرفين على البحر, وكانوا أهل رمل.

وأكثر العلماء -ولعله أرجح الأقوال - أن ديارهم كانت بين اليمن وعمان وهو القول الثاني ، وقريب منه الثالث .

وحاليا تطلق منطقة الأحقاف على الأجزاء الشرقية من حضرموت اليمنية ومحافظتي المهرة وظفار العمانيتين.

وفي دراسة لبعض المعاصرين لمعرفة موقع الأحقاف بالضبط يقول د. منصور أبو شريعة (1) :
" إذا ما اعتمدنا على أن معنى الأحقاف هو ما استطال وأعوج من الجبال الرملية كما عرفها الماوردي في تفسيره فإن منطقة الأحقاف لا يمكن أن تكون إلا في الجزء الجنوبي من الربع الخالي وذلك لخلو بقية شبه الجزيرة العربية والشام والعراق وكذلك مصر من مثل هذه الجبال الرملية المستطيلة والمعوجة. وتشكل منطقة الأحقاف جزءً كبيراً من الربع الخالي وهي كامل الجزء الجنوبي منه وتمتد من الغرب إلى الشرق على شكل شريط بطول يزيد عن ألف ومائتي كيلومتر وبعرض يتراوح بين خمسين وثلاثمائة كيلومتر. وتقع بداية جبال الأحقاف الرملية من جهة الغرب في داخل اليمن على بعد مائة وخمسون كيلومتر شرق مدينة صنعاء أما نهايتها فتقع من جهة الشرق في الإمارات العربية على بعد مائة كيلومتر من مدينة العين على الخليج وذلك عند واحة ليوا "

فالأحقاف على قولهم تشمل جنوب السعودية وأجزاء من اليمن وعمان والإمارات ، و الأمر في ذلك قريب .

قال الطبري رحمه الله بعد أن ذكر أقوال العلماء في مكان الأحقاف :
" وجائز أن يكون ذلك جبلا بالشأم. وجائز أن يكون واديا بين عمان وحضرموت. وجائز أن يكون الشحر وليس في العلم به أداء فرض, ولا في الجهل به تضييع واجب, وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوما منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة".

والله أعلم .

المصادر :
(1) راجع دراسة ( الأحقاف مساكن قوم عاد )