ما المقصود ب "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا"؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً* وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا ساءت مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً* وَالَّذِينَ إذا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً* وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً* وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً* وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بَِايَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أزواجنا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً* أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسلاماً* خالدين فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً ومقاماً* قل مَا يَعْبأ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دعاؤكم فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً) سورة الفرقان (63ـ77).
- هذه الآيات من سورة الفرقان تتحدث عن صفات عباد الرحمن ومن هذه الصفات قوله تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً )
- فكلمة ( عباد ) في القرآن خاصة بالمؤمنين ، بينما كلمة ( عبيد ) خاصة بالكافرين ,
- في وسط كلمة ( عباد ) ألف تسمى ألف العزة يعني أن المؤمنين أعزاء ، بينما في وسط كلمة ( عبيد ) ياء تسمى ياء الذلة يعني أن الكافرين أذلاء .

- وقوله تعالى ( وعباد الرحمن ) فهذا تشريف لهم أن ينسبهم الله تعالى إليه ، وكأنهم خاصين للله تعالى وهم جند من جنوده وتبعاً له ، ولا يخرجون عن أمره ، ويمتثلون طاعته ويخشونه ويحبونه في نفس الوقت .

- وقوله تعالى : ( يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً ) أي بسكينة ووقار - كناية عن التواضع فهم يمشون في هذه الأرض من غير تكبر ولا مخيلة ولا إستكبار ولا مرح ولا بطر ، وقد نهى الشرع عن المشي بتصنع أو رياء أو بمشية تشبه مشية النساء ، فعن عمر أنه رأى شابا يمشي رويدا ، فقال : ما بالك؟ أأنت مريض؟ قال : لا يا أمير المؤمنين . فعلاه بالدرة ، وأمره أن يمشي بقوة . وإنما المراد بالهون هاهنا السكينة والوقار ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ، وأتوها وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا " .

- وقوله تعالى : ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً )  أي إذا سفه عليهم الجهال بالسيئة  ، فلم يقابلوهم عليها بمثلها ، بل يعفون ويصفحون ، ولا يقولون إلا خيرا ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، وكما قال تعالى : ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) سورة القصص 55

- عن النعمان بن مقرن المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وسب رجل رجلا عنده ، قال : فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما إن ملكا بينكما يذب عنك ، كلما شتمك هذا قال له : بل أنت وأنت أحق به . وإذا قال له : عليك السلام ، قال : لا بل عليك ، وأنت أحق به ) رواه أحمد وقال حديث حسن .

- ومن خلال النظر في صفات عباد الرحمن المذكورة في الايات السابقة يتبين لنا أنها تتلخص في النقاط التالية : 
  1. البعد عن الكبر والخيلاء والتواضع والسكينة.
  2. الالتزام بالعبادات والطاعات - وخاصة قيام الليل - .
  3. البعد عن مخالطة الجاهلين والسفهاء .
  4. الخوف من عذاب الله ومن عذابه .
  5. تقوى الله تعالى في السر والعلن .
  6. توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به شيئاً . 
  7. الاعتدال في الانفاق وعدم السرف .
  8. هم أهل القرآن يحبونه ويسعون للعمل به .
  9. البعد عن كبائر الذنوب وصغائرها .
  10. ادراك حرمة النفس فلا يعتدوا عليها .
  11. وكما ينقذون أنفسهم من النار كذلك ينقذون أهليهم وأزواجهم وذرياتهم من خلال تعليمهم أوامر الله تعالى وطاعته ، وإبعادهم عن كل شر ، مع الحرص الدائم منهم على الدعاء بأن يكونوا هم وأهليهم من أهل الجنة .

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة