ما المقصود ب "إليه يصعد الكلم الطيب"؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) سورة فاطر10 .
- فالصعود : هو الذهاب في مكان عالٍ .

- والكلب الطيب : الكلام الطيب المقرون بالنية والعمل والخالص لوجه الله تعالى .بدليل أن الله تعالى عطف على هذه الجملة بقوله تعالى : ( والعمل الصالح يرفعه )

- فالرفع : هو نقل الشيء من مكان إلى مكان أعلى من الصعود ، وعليه فيكون الصعود
مستعار للبلوغ إلى عظيم القدر وهو كناية عن القبول لديه سبحانه وتعالى .

- فقوله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) أي إلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إلى الله تعالى، فإذا كان قول بدون عمل فإنه لا يُرفع إلى الله تعالى ولا يثيب عليه، وقد ندد الله تعالى بالذين يقولون ولا يعملون فقال تعالى : ( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) سورة الصف 3

- فالله تعالى طيب ولا يقبل إلا الطيب من القول والعمل .

- وهذه الآية تثبت أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى ، فلا يقبل الله منها إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم .

- فقد ورد في الحديث أن ( أعمال العباد  تعرض الأعمال على الله يوم الإثنين والخميس، فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئًا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله دعوا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .

- وورد كذلك حديث في تعاقب الملائكة ونقلها لأعمال العباد في الليل والنهار ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون) متفقٌ عَلَيْهِ.