الفرق بينهما أن الولي يختص بمن له سلطة تصرف على المولى عليه سواء في نفسه أو ماله، أما المحرم فيختص بمن لا يجوز للمرأة نكاحه على التأبيد بغض النظر عن موضوع سلطانه عليها من عدمه.
وتفصيل ذلك أكثر:
أن الولي في اصطلاح العلماء هو:"مَن له ولايةُ التصَرُّفِ في المالِ والنَّفسِ جَميعًا".
فالولاية نوعان:
- ولاية على المال: وتكون للولي على مال من لا يحسن التصرف بماله، كاليتيم والطفل والسفيه، فيكون هذا الولي هو المسؤول عن تنمية مال المولى عليه وحفظه وإدارته والصرف عليه منه، ولا يجوز تصرف في هذا المال إلا بإذن الولي ومواقفته.
- ولاية على النفس: وتكون في التربية والتأديب لغير البالغين، وتكون بالنكاح على البنات بشكل عام بكراً أو ثيباً.
فولاية الرجل على المرأة في النكاح معناها اشتراط موافقته في عقد النكاح وأن يكون العقد بلفظه وحضوره أو من يوكله في ذلك.
وهذا الولي هو من عصبة المرأة يعني أقاربها الرجال من جهة أبيها: والأب هو المقدم اتفاقاً ثم الابن إن وجد ثم الجد ثم الإخوة ثم الأعمام ثم أولاد العم، فإن عدم وجود الرجال العصبة تنتقل الولاية إلى القاضي المسلم فإن لم يوجد فإلى رجل من المسلمين توكله المرأة.
أما المحرم: فهو من لا يجوز للمرأة نكاحه على التأبيد لقرابة أو نسب أو رضاع.
وهذه المحرمية ينبني عليها أحكام منها إضافة إلى تحريم نكاحها على التأبيد: جواز خلوته بها وسفرها معه وجواز كشف زينتها الباطنة أمامه.
وبناء على ما سبق يمكن أن نلخص الفروق بين الولي والمحرم بما يلي:
1. الولي يختص بمن له سلطان تصرف في مال أو نفس المولى به، كولي النكاح يشترط موافقته وإذنه في عقد النكاح وأن يجري العقد بلفظه وليس بلفظ المرأة.
أما المحرم فيختص بمن لا يجوز للمرأة نكاحه على التأبيد.
2. ليس كل محرم ولي ولا كل ولي محرم، فالخال محرم ولكنه لا يكون ولياً من حيث الأصل، وابن العم أو القاضي قد يكون ولياً وليس محرماً في نفس الوقت.
3. لا يكون هناك أكثر من ولي للمرأة في نفس الوقت بل لا بد أن تكون الأولوية لأحدهم، بينما يكون للمرأة أكثر من محرم ويشتركون في الحكم في الوقت نفسه.
254 مشاهدة
