ما الفرق بين المدرسة الأحياء و المدرسة البعث؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant
.
٠٩ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
    قد يكون السؤال مستغربًا لمن لا يعرف الحركات الشعرية التي بدأت أوائل العصر الحديث. ونظم فيها الشعر على نهج عصور الازدهار التاريخية، أي من العصر الجاهلي حتى العصر العباسي، ومن رواد هاتين الحركتين محمد سامي البارودي. يطلق على مدرسة الإحياء اسم المدرسة الاتباعية أو مدرسة النهضة، بينما يطلق على مدرسة البعث اسم المدرسة الكلاسيكية الجديدة أو مدرسة القيامة.

يقوم المذهب الذي تتبعه المدرستين وهو المذهب الكلاسيكي على محاكاة الأقدمين من اليونان والرومان، واختيار النماذج الأدبية التي يمكن محاكاتها أو تقليدها، والتمييز بين الجيد والرديء في المحاكاة. وذلك يكون باختيار الأديب أو الشاعر من عصر ما بما يتناسب مع عصره للحفاظ على الأصالة الفنية. وهذا ما يجعل العقل أساسًا للتذوق القويم وله القدرة على الحكم، دون الخروج عن العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية.

فالشعر عند الحركة الكلاسيكية هو لغة العقل، فلا يمكن الاعتماد على النزعات الذاتية أو الفردية أو تتبع الخيال الشخصي. فالعقل لديهم هو دائرة المحاكاة التي يجب أن يبقى الأديب في فُلكها.، لهذا جاء تعظيم أفكار الأقدمين مثل أرسطو. وتتمثل لغة العقل في الشعر المسرحي فقاموا بإثرائه وإغنائه، وإضعاف الشعر الغنائي بأنواعه المختلفة لاعتماده على الخيال الذي يشكل غريزة عمياء. لذا برز الاهتمام بالأرستقراطية والقيم والتقاليد القديمة والسائدة، وخفت الاتجاه نحو التعبير الفردي الذاتي. كان من ضمن الكلاسيكيين الأدباء الإيطاليين، الذين ترجموا بعض كتب اليونان مثل كتاب أرسطو" فن الشعر"، وكتاب هوارس "فن الشعر". ونتج عن ذلك تقليد لمؤلفات اليونانيين مثل كتاب مينتو رينو" فن الشعر"، وكتاب روبرت لو " شرح كتاب أرسطو في فن الشعر".

ظروف نشأة مدرسة الإحياء والبعث:

1. ضعف الشعر فيما بعد العصر العباسي؛ أي في العصر العثماني، ليصبح منفصلًا عن الواقع والمجتمع.

2. إحياء التراث والموروث العربي القديم.

3. ابتعاد الشعر والشعراء عن مشكلات مجتمعه، وعن أحداث العصر.

4. نمو الوعي القومي والاهتمام بمتابعة الحركات التطورية المتقدمة.

وبسبب عصر الاضمحلال القديم، قدم رواد هذا المذهب وهم شوقي وأصحابه أسس لبناء الشعر العربي، التي تم اتباعها من الشعراء المعاصرين مما كان لهم الفضل الكبير على الأدب العربي والشعر عامة.

خصائص المذهب الكلاسيكي (الإحياء والبعث):

يتميز شعر المذهب الكلاسيكي بعدة خصائص مميزة مثل:

·         ظهور شخصية كل شاعر في شعره، وإمكانية تمييز شعره.

·         غلبة البيان اللغوي على المحتوى العاطفي والفردي.

·         اتبع القدماء الأغراض الشعرية التي اهتم بها الأقدمين مثل النحيب والرثاء والغزل والتسبيح.

·         مخاطبة الطرف الثالث في القصائد مفقود، وهو ما يعارض شعر الأقدمين.

·         بداية ظهور المسرحيات الشعرية لأحمد شوقي.

·         المحافظة على بحور العروض القديمة ووحدة القافية والوزن.

·         التطرق للقضايا العامة وتتجنب القضايا الشخصية.

من الأدباء العرب التابعييم لمدرستي الإحياء والبعث:
- من مصر: محمود سامي البارودي وكان هو من أشعل شرارة المدرسة الكلاسيكية بعد ناصيف اليازجي ثم سلّم الراية لأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وإسماعيل صبري، وعائشة التيمورية.
- من العراق: الرصافي، ومحمد رضا الشبيني، والزهاوي، وعبد المحسن الكاظمي.
- من سوريا: شكيب أرسلان، وعزيز أباظة، على الجارم، ومحمود غنيم، بدر الدين حامد.

     - من السعودية: حسن عبد الله القرشي.

- من ليبيا: أحمد رفيق المهداوي، أحمد الشارف.

     - من المغرب: محمد غريط، عبدالله كنون.

وبالرغم من تقارب مدرستي الإحياء (الاتباعية الكلاسيكية) والبعث (الكلاسيكية الجديدة)، إلا أن هناك بعض الفروقات الواضحة بينهما، التي تتجلى فيما يأتي:

1. الفترة الزمنية:

ظهرت المدرسة الإحيائية في فترة امتدت من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر. أما مدرسة البعث فظهرت كحركة القرن الثامن عشر في الفن والثقافة والسياسة.

2. القواعد النظرية:

ركزت مدرسة الإحياء على النظرية والبحث عن الكمال، بينما ركزت مدرسة البعث على تقدير القديم والفتن بالعصور القديمة بدلاً من احتضانها كطريقة فعلية للحياة الحديثة.

3. الأعمال الفنية:

أعمال مدرسة الإحياء عكست خيال الكتاب، وعكست أدبًا أصيلًا، بينما ابتعدت أعمال مدرسة البعث عن الخيال، بل انتقدوا أو دعموا أعمال مدرسة الإحياء دون الأخذ بها.

4. خصائص الأعمال:

تميزت مدرسة البعث بالجودة والنظام والزخرفة الجيدة والوضوح وظهر ذلك في أعمال أتباعها الجدد مثل بوب ودريدين وجون جاي أكثر مما ظهر في مدرسة الإحياء.

5. طريقة الكتابة:

الأعمال الأدبية الكلاسيكية الجديدة لمدرسة البعث كتبت بصورة ساخرة للغاية تم تنقيحه بدرجة عالية كما لم يكن الحال في الأعمال الأدبية الكلاسيكية (مدرسة الإحياء). كانت فنون الفترة الكلاسيكية الجديدة غير عاطفية، وبطولية صارمة، وخطيرة للغاية. كما صورت الأعمال الكلاسيكية الجديدة بعض الموضوعات من الفترة الكلاسيكية كما استخدمت في الفنون اليونانية والرومانية المبكرة خاصة عند نقل الروايات الأخلاقية للتضحية بالنفس وإنكار الذات في العيش ضمن الإملاءات الأخلاقية

6. سبب الظهور:

حدثت الفترة الكلاسيكية في الجزء الثاني من القرن الثامن عشر، وتطورت كتعويض عن أسلوب الحياة القديم. من حيث الفكر، سميت هذه الفترة بعصر التنوير. كتب بعض الفلاسفة مثل فولتير ومونتسكيو وروسو عن قيمة الفرد الطبيعي وقوة تفكير البشر في حل المشكلات الدنيوية. تسببت الثورة في التفكير بشكل لا مفر منه في حدوث صدام بين النظام السابق والأفكار الجديدة. كانت الثورات في كل من فرنسا وأمريكا مستوحاة من هذا الموقف الجديد في الربع الأخير من القرن الثامن عشر.

يمكن تقسيم الفترة الكلاسيكية الجديدة إلى ثلاثة أجزاء وهي عصر الاستعادة، وعصر أوغسطان، وعصر جونسون. خلال عصر الاستعادة، كانت تأثيرات درايدن وبنيان وميلتون هي المهيمنة. خلال عصر أوغسطان، كان البابا هو الشخصية الغنائية الرئيسية بينما كان سموليت وفيلدنج وديفو وريتشاردسون يسيطرون على تطور الرواية. كان عصر جونسون بمثابة بداية لفهم وتقدير حديثي الشك لأعمال شكسبير، ونمو الرواية الحسية، وظهور المدرسة القوطية شهدت هذه الفترة ثورة في كل من فرنسا وأمريكا.

7. الظروف الأسلوبية والتاريخية:

كان الشرط الأسلوبي والتاريخي الأول الذي ساهم في نمط الحياة الكلاسيكي هو الاعتراضات على الأساليب القديمة المنسوبة إلى طبيعتها الضحلة والعمق غير الكافي. الشرط الثاني الأسلوبي والتاريخي هو أن الأساليب القديمة حدت من استخدام الزخرفة. الحالة الأسلوبية والتاريخية الثالثة التي ساهمت في تطور الأسلوب الكلاسيكي هي الإعجاب بالتراث الأدبي والفني في اليونان وروما.

كان الشرط الأسلوبي والتاريخي الأول الذي ساهم في الأسلوب الكلاسيكي الجديد هو ازدهار النزعة المحافظة في السياسة والأدب. الشرط الثاني الأسلوبي والتاريخي هو الرغبة في التخلص من الاعتقاد بأن الإنسان صالح وتأكيد الاعتقاد بأنه معيب بطبيعته. على هذا النحو، غيّر الإنسان مواقف عصر النهضة وشدد على الفطرة السليمة وضبط النفس وضبط النفس للتعبير عن الروايات الأخلاقية للتضحية بالنفس والإنكار لتتماشى مع التفوق الأخلاقي الافتراضي للعصور القديمة

8. نقاط التركيز:

مدرسة الإحياء على التزمت التدين في كتاباتها، أما الكلاسيكية الجديدة ركزت على قيمة العقل والمنطق، مع الاهتمام بالشك أو الإثبات.

9. اللغة أو اللهجة:

استخدم الكتاب الكلاسيكيون الجدد لهجة هادئة وعقلانية مقابل الكتاب الكلاسيكيين. اقترحت النظرية الكلاسيكية بنية عميقة بينما اقترحت النظرية الكلاسيكية الجديدة بنية أقل عمق.

المراجع:

http://basiceducation.uobabylon.edu.iq/lecture.aspx?fid=11&lcid=45747

https://faculty.mu.edu.sa/aabdeasadk/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%AB

https://www.enotes.com/homework-help/what-difference-classicism-neoclassicism-what-50861

https://www.wisegeek.com/what-is-the-difference-between-classicism-and-neoclassicism.htm