من الوهلة الأولى وللشخص العام غير المتخصص يخيل إليه أنه لا فرق بين كل من القصة والحكاية؛ إلا أن هناك فروقات قليلة تجعل لكل منهما خصوصيته، وإليك ما أقصد:
- بدايةً نقول أن الحكاية تُحكى ومنه نستمد الفرق الأول وهو أن الحكاية رواية شفوية سردية يحكيها الحكواتي أو شخص متخصص بالرواية حيث يكون حافظاً لها إما لأنه هو من كتبها أو أنه تناقلها من حكواتي آخر ومنهم من يرث هذه المهنة أي "الحكواتية" من آبائه، ويقوم الراوي بسرد أحداث الحكاية على المستمعين بصورة ثابتة لا تسمح لهم بتخيل أحداث إضافية أو نهايات أخرى كما في إمكان القصة، ويكون إلقاؤه وروايته لها بصورة شيقة مثيرة جاذبة لاهتمام المستمعين مما يجعلهم متيقظين لجميع أحداثها حتى النهاية.
ومن أبرز الأمثلة على الحكاية فن المقامة الذي شاع في العصر العباسي، وتتميز الحكاية بترصيع الكلمات والتكلف فيها والصناعة اللغوية الواضحة واستخدام السجع والبديع بكثرة لجذب انتباه المستمعين.
- أما القصة فهي شكل متحول للحكاية وقد يكون منفصلاً عنها، فالفرق الأساسي بينهما أن القصة تكون مدونة مكتوبة ويستطيع الشخص قراءتها على أشخاص أُخر، ولكنها تتمركز حول عناصر معينة لا بد من وجود كافة والتركيز عليها جميعاً، بينما الحكاية تحوي عناصر القصة ولكن قد تُهمل بعض عناصرها مثل المكان والزمان.
والقصة لا تتطلب التكلف اللغوي وترصيع الكلمات، بل تكون لغتها سهلة بسيطة ومنها قصص الأطفال التي تتميز بسهولة الكلمات والأحداث، بينما الحكاية لا تحكى إلا بالمجالس أو مع أشخاص يستوعبون اللغة الصعبة المزينة، وفرق طفيف آخر أن الحكاية تسرد بينما القصة يجب أن تكون بعيدة عن الأسلوب السردي المباشر.