ما أوجه الإختلاف بين المسرحية والقصة من حيث الحادثة والزمان والمكان والأسلوب؟

حسناً صديقي، سوف أبين ما هي المسرحية وما هي القصة ثم نستنتج أوجه الإختلاف بينهما.

المسرحية
عبارة عن قصة حوارية تعتمد على الحركة والصراع حيث يتم تجسيدها على خشبة المسرح، و يُعتبر النص المسرحي من أكثر الفنون الأدبية صعوبة في الكتابة لأنه يحتاج إلى المهارة الكبيرة والمَلكة وسعة التجربة.
لذا المسرحية لا يمكن أن تأخذ وضعها الكامل إلا حين تُمثل على المسرح من خلال الممثلون.

حتى تُبنى المسرحية بطريقة جيدة وسليمة لا بد أن تحتوي على عناصر أساسية وثابتة وهي :

الشخصيات وهي عنصر مهم سواء في المسرحية أو القصة؛ فيتم توجيه أحداث المسرحية بناءاً على أبعادها الثلاثة الجسمية، والنفسية و الإجتماعية وذلك حسب الموضوع. ويجب في الكاتب المسرحي عندما يكتب النص أن يرسم هذه الشخصيات (الشخصيات المحورية كشخصية البطل، والشخصيات الثانوية وهي الأقل ظهوراً من الشخصيات الرئيسية) بحيث تتفاعل وتتكامل مع بعضها البعض وتنمو مع نمو المسرحية، نظراً لأهمية المسرحية و باعتبارها صورة مصغرة عن الواقع الأكبر.
الحوار (المظهر الحسي للمسرحية) أي الأساس الذي تقوم عليه المسرحية، فالنص المسرحي ليس مجرد سؤال وجواب أو مناقشة عقلية بل يتعلق بالحدث وطبيعة الشخصيات والموقف المسرحي بصورة عامة.
الصراع (المظهر المعنوي للمسرحية) أي قوام البناء الدرامي للمسرحية فقد يكون له عدة أنواع تتجلى من خلالها الحوار والحركة والفعل في المسرح : 

الحدث وهي مجموعة من الأفعال والمواقف التي تتعلق بفكرة واحدة أو موضوع واحد، بحيث تهتم بالوقائع والأحداث المهمة التي من شأنها أن تثير العواطف والمشاعر للمشاهد. البناء حيث تبنى المسرحية الجيدة اعتماداً على توافر العناصر الأساسية السابقة بحيث يتم تنسيقها في عدد من  الفصول أو قد تكون من فصل واحد.

ومن المسرحيات العالمية الشهيرة
مسرحية Betrayal للكاتب المسرحي "هارولد بينتر"، وهنالك مسرحيات عربية عديدة مثل مسرحية "مدرسة المشاغبين".

القصة
عبارة عن فن أدبي نثري (حكاية قصيرة) ،بحيث يقدم فيه السارد مجموعة من الأحداث المتعلقة بشخصيات القصة على سبيل المثال قصة "في القطار"، وهي أول قصة كتبها الكاتب المصري محمد تيمور وهنالك الكثير من الكتاب العرب الذين أبدعوا في كتابة القصص السردية كالكاتب جبران خليل جبران ، والكاتب نجيب محفوظ وغيرهم. 

و تتكون القصة تقريباً من نفس العناصر التي تتكون منها المسرحية وهي : 

عزيزي السائل، إن الفرق أصبح واضحاً بينهما
فالأساس في القصة هو السرد الذي يحكمه الإختزال بالتالي السارد هو المُخبر عن الأحداث لأنه هو الذي يعرفنا عن الشخصيات والزمان والمكان وغيرها من مقومات القصة.
لذا تسري مجريات القصة من الناحية الفنية تمهيداً للأحداث ثم تتأزم هذه الأحداث بحيث تمثل عُقدة القصة ثم تأتي الخاتمة لتنهي القصة وقد يكون الحل مفتوحاً.
بالإضافة إلى أن القصة تُكتب لتُقرأ لذا فالقصة تكون قصيرة الحجم أي يستطيع القارئ أن يقرأها في جلسة واحدة ووقت لا يتجاوز الساعة أو الساعتين.

أما بالنسبة للمسرحية فأساسها الحوار فلا نتعرف على الحدث أو الحكاية إلا عن طريق الحوار والصراع الدرامي بين الشخصيات؛ فهي تُكتب لتُعرض وتمثل داخل المسرح لأنها تقوم على الحركة و التشخيص.
بالإضافة إلى أن بناء المسرحية يختلف عن بناء القصة وذلك بحكم الزمن وإمكانيات المكان لذلك يجب أن تكون المسرحية تتكون من ثلاثة فصول إلى خمسة فصول أو قد تكون من فصل واحد كما ذكرت سابقاً وضمن حدود هذا العدد تبنى أحداث المسرحية.

المصادر : الأجناس الأدبية والفروق بينها