كثير من أهل العلم قال : لا فرق بينهما فالقدر هو نفسه المكتوب على الإنسان قبل أن يولد ، وبعضهم قال : أن المكتوب هو الأول والأزلي وفي علم الله تعالى ، بينما القدر هو ما يحصل للإنسان في حياته من تقدير الله تعالى في المكتوب عليه .
-إن ما كتب في اللوح المحفوظ، لا يبدل، ولا يغير، ولا يمحى، وهو كائن إلى يوم القيامة ، وهو ما سمى ( بالقضاء المبرم أو المكتوب ) بينما صحف الملائكة تقبل فيها التغيير والمحو وتبديل السيئة بحسنة والعكس صحيح ، وهو ما يسمى ( بالقضاء المعلق أو بالقدر )
- فاللوح المحفوظ ( المكتوب ) : هو ذلك الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلق قبل أن يخلقهم. وما كتب في اللوح المحفوظ لا يغير ولا يبدل إلا ما شاء الله .
-قال تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) الحديد: 22 ] قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ.
- وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض) رواه البخاري
- وقد ورد عن ابن عباس في وصفه للوح المحفوظ أنه قال: (اللوح من ياقوتة حمراء أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر ملك ، كتابه نور، وقلمه نور ينظر الله عز وجل فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء: يرفع وضيعاً، ويضع رفيعاً يغني فقيراً ويفقر غنياً، يحيي ويميت ويفعل ما يشاء لا إله إلاَّ هو)
- كما ورد أنه قال:(خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عامٍ فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق: اكتب علمي في خلقي، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة.)
- ومن وجه ثابت فإن الله تعالى لم يطلع أحداً من الناس عليه أيا من كان ولو أمكن ذلك لأحد لأطلع عليه رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ، الذي انتهى إلى منتهى لم يبلغه أحد حتى جبريل عليه السلام، وذلك ليلة أسرى به صلوات الله وسلامه عليه.
- أما صحف الملائكة ( القدر ) : وهي الصحف التي تكتب فيها الملائكة أعمال وأقوال وأفعال الناس .وقد تتغير وتتبدل حسب عمل الإنسان.
- والقدر قد يرد بعضه بالدعاء ( فلا يرد القدر إلا الدعاء ) .
-قال الله -تعالى-: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) سورة ق:17، 18،
- عَتِيدٌ يعني حاضر لا يغيب ولا لحظة، رَقِيبٌ لا يفوته شيء من كتابة أعمال العباد!.
- فيكتبان الملائكة أعمال الإنسان، والأفعال والأقوال، التي تصدر منهم ، وهناك ملكان أحدهما على يمين الإنسان والآخر على شمال الإنسان ، لا يراهما الإنسان، اليمين كاتب الحسنات، والشمال كاتب السيئات،
- وقد قال الحسن -رحمه الله-: ( يا ابن آدم بُسِطت لك صحيفة، ووكل بك ملَكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك; فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك; وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فاعمل بما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا متّ طويت صحيفتك، فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوما القيامة )
- فكل شيء مكتوب، مسطر في الصحائف، ولذلك يوم القيامة لا يجد المجرمون مفرًا من هذا، وقالوا: (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) [سورة الكهف:49
- وليس هذا أن نترك الدعاء ونترك العمل بالأسباب، فإن الله عز وجل قدر المقادير بأسبابها، وعلم الله تعالى بأن من يأخذ بالسبب ومن لا يأخذ به، فلا ينبغي أن نترك الأسباب اتكالا على القدر، لأن ما في اللوح المحفوظ لا يعلمه إلا الله.