ما الشعرة الفاصلة بين الإنسان الأناني والمحب لنفسه؟

هناك فرق كبير بين هاتان الشخصيتان في البداية الانسان المحب لنفسه هو شخص واثق من نفسه الثقة هذه ما هي الا نتيجة وعي الفرد بذاته فكلما زاد وعي الفرد بذاته زاد تقديره لها وازداد حبه لنفسه أيضًا الشخص المحب لذاته هو شخص عارف تمامًا ما هي حدود قدراته وامكاناته الشخصية فهو يعطي ويقدم ضمن حدود امكاناته وقدراته الفردية والشخص المحب لنفسه هو شخص يسعى دائمًا لتطوير ذاته وتحسينها والعمل عليها وليس له منافس سوى ذاته وهذه هي صفات الشخص الواثق فالثقة لا تعني التكبر والغرور وكل من يعتقد ذلك فهو شخص لديه تقدير ذات متدني .
الشخص الأناني سماته الشخصية قريبة من سمات اضطراب الشخصية النرجسية والذي يميز بين النرجسي والاناني مقدار السلوك الغير سوي فإذا زاد هذا السلوك الغير سوي عّن حده يصبح الشخص من اصحاب الشخصية النرجسية فالشخص النرجسي أول ما يميزه عّن الاخرين هو صفة الانانية يحب الخير لنفسه فقط بحسد الاخرين على نجاحهم او العكس مغرور متغطرس يعرف كيف يوجهه الاخرين لتحقيق مصالحه وغيرها من هذه الصفات بالتالي الشخص الاناني هو شخص قد يصبح نرجسي مع الوقت وهذا اضطراب من الصعب تميزه كوّن من اضطرابات الشخصية لان اضطرابات الشخصية قد يكون الشخص سليم تمامًا لكن مقدار السلوك الغير سوي اكبر عنده من الشخص السوي .

الذي يفصل بين الأنانية وحب الذات ليس شعرة بل هو لوح خشبي كبير فالفرق يكون واضحاً في تصرفات الأفراد ، لأن حب الذات لا يعني تهميش الآخرين وعدم تقديرهم وعدم القدرة على الاعتراف بإنجازاتهم أو تقديم المساعدة لهم فهذا ما يفعله الأناني وهو أمر غير مقبول أما حب الذات فهو الأساس لحب الآخرين وحسن معاملتهم لأنني لن أستطيع أن امنح الحب للآخرين وأنا لا أملك أن اعطيه لنفسي ففاقد الشيء لا يعطيه ، كما أن الشخص الأناني يتصرف بغرور مع الآخرين ويقدم مصلحته على مصلحة الجماعة بينما حب الذات يمنحه الثقة بالنفس ويمكّنه من التنازل أحياناً في سبيل تحقيق مصلحة كبرى لعدد أكبر وهو ما لا يمكن أن يصدر من شخص أناني .

العديد من الفلاسفة مثل آين راند و نيتشة تكلموا عن الأنانية، و وصفوها بأنواع، فهنالك أنانية حميدة و أنانية سامة.. الأنانية الحميدة تنبع من فهمنا لأنفسنا و لحاجاتنا و لموقعنا في الحياة، فهي تتمثل بحب أنفسنا و تقديرها، و إعتبارها الأولوية على سائر المصالح الأخرى، مع إدراكنا لحاجتنا الإجتماعية و ضرورة أن نكون مفيدين في حياة الآخرين.. فتحقيق السعادة لا يتطلب حب الذات فقط، بل يتطلب أن نكون منتميين للعالم الذي نعيش فيه و منتميين لنوعنا البشري.. و لا يمكن أن نكون مفيدين في حياة الآخرين إذ لم نكن مفيدين في حياة أنفسنا، لا يمكننا تقديم الحب إلا إذ كنّا محبين لأنفسنا..

اما الأنانية السامة هي عبارة عن أخذ دون عطاء، هي معاملة البشر بدون وازع أو محاسبة ذاتية من أجل تلبية حاجات مادية و سطحية، و كلما خضنا في هذا السلوك كلما تنامى إنفصالنا عن العالم، و كلما زادت تعاستنا..

ان الاناني يحسد و يحقد على الاشخاص الناجحين اما المحب لنفسه يفرح للناس الناجحين ويتنمنى ان يكون افضل منهم