يعود السبب في ذٰلك إلى ما يسمى علميا (ديجافو، déjà vu) أو وهم سبق الرؤية، حيث تشعر بأن الموقف مألوف إلا أنك لم تمر به سابقا، ويعود السبب في هٰذا الأمر لتصريفات كهربائية غير عادية في منطقة الألفة في الدماغ.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص يصابون بالديجافو بسبب خطأ في الذاكرة ناتج عن عن عدم التوافق بين المدخلات الحسية ومخرجات استرجاع الذاكرة. وهٰذا يفسر سبب شعورنا بـ "الألفة" مع déjà vu، ولٰكنه ليس ملموسا مثل الذاكرة المسترجعة بالكامل. واكتشفت دراسة أنه قد يكون هناك انخفاض طفيف في الحجم في الفص الصدغي الإنسي المرتبط بالأشخاص الأصحاء الذين يعانون من ديجافو. حيث أن الديجافو حالة مرتبطة مع من لديهم مرض الصرع ويشعر بالنوبة قبل الإغماء.
يشعر الأشخاص الذين يصابون بالديجافو كما لو أنهم يعرفون ماذا سيحدث لاحقا، ومن وجهة نظر فسيولوجية وجد الباحثون أن الديجافو يأتي من القشرة المحيطية وهي منطقة مسؤولة عن الشعور بالألفة، ومن ناحية أخرى فهو مرتبط بالحصين لأنه أشبه بتذكر خاطئ.
وبالديجافو؛ نكون على وعي وعلم بأن ما نمر به من شعور هو شعور زائف لأنه هنالك خطأ في عملية اداركنا، وبتالي سرعان ما نرفضه، إلا أن بعض الأشخاص يغريهم هٰذا الأمر مما يدفعهم للتفكير لإيجاد أسباب لتبرير هٰذا الأمر كأنه قد رآه فعلا أو يحاول تذكر أمر مرتبط بالموقف، وقد يتطور هٰذا الأمر ليصبح اضطراب عقلي (تسامر، CONFABULATION) إذا ارتبط بإيجاد مبررات زائفة واختراع قصص كتجارب سابقة.
وحسب الدراسات فإن اليجافو أمر وشعور شخصي يصعب تفسيره ودراسته بصورة دقيقة مما يجعل الوقوف على الأسباب الشعورية لهٰذا الأمر شيء صعب، حيث يحوي هٰذا الأمر على تعقيدات وعمليات حسية ودماغية، التي لا يمكن دراستها بصورة دقيقة.
وتشير الدراسات إلى أن ثلثي سكان الأرض يعانوا من الديجافو في مرحلة من مراحل حياتهم وهي حالة تستمر لبضع ثوان، وأنا شخصيا من الأشخاص التي أتعرض لها من فترة لأخرى.
40049 مشاهدة
