ما الذي يميز الفلسفة الإسلامية عن الفلسفة الغربية الحديثة؟

1 إجابات
profile/حمزة-صياحين
حمزة صياحين
مترجم و قارئ في مجال علم النفس
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لكي نجيب على هذا السؤال علينا أن ننظر في السياق الثقافي و الجغرافي و التاريخي و المكاني لكل فلسفة. فكل فسلفة منهما نشأت في زمن مختلف, و في بيئة ثقافية مختلفة, و في مكان مختلف. فتبعاً لإختلاف تلك العوامل و الظروف تختلف كل فلسفة منهما من حيث الموضوعات التي تناولتها.


فإذا نظرنا في الفسلفة الإسلامية, سنجد أنها بدأت قبل ألف عام تقريباً, عندما بدأت كتب الحضارة اليونانية إلى الدخول إلى العالم الإسلامي.. أما إذا نظرنا إلى الفلسفة الغربية الحديثة, فسنرى أنها مقترنة بالثورة الصناعية الثانية التي حدثت في القرن الثامن عشر. و بالتأكيد عوامل كل زمن و كل مكان منهما يعلهما يختلفان في الموضوعات التي يتناولوها. فممثلاً كانت الفلسفة الإسلامية تركز على المواضيع العقائدية بسبب نشوب الكثير من القاشات العقائدية في ظل المجتمع الإسلامي. فظهر مجال فلسفي كتحليل التاريخ. فبحكم الإختلاف الطائفي الذي كان بين المسلمين, كانوا الفلاسفة و المفكرين الإسلاميين أيضاً يختلفون في رؤيتهم للتاريخ. فأسس إبن خلدون مجال "فلسفة التاريخ" التي حاولت أن تنظر للتاريخ نظرة تشكيكية و ممحصة. فهو يرى بأن التاريخ غير مقتصر على سرد الأحداث التاريخية, بل على التحليل و الإستنباط و البحث. 

أما بخصوص الفلسفة الغربية الحديثة فهي تناولت مواضيع كالمعنى, و الحرية, و السعي للسعادة, و حقوق العمال و الإنسان. فما جلبته الثورة الصناعية الثانية من تغيرات و تطورات كبيرة على صعيد شكل الحياة للمجتمعات,  أتجهت الفلفسة الغربية ذلك الإتجاه الذي يتناول قضايا وجودية شائكة. بالنسبة لي أهم الفلاسفة الذين تناولوا هذه المواضيع هما هايدجر و نيتشة, فهما تنبأ بشكل المستقبل الذي ستكون عليه الحضارات الحالية, عالم يذوب فيه الفرد في هذه المنظومة لإستهلاكية, عالم تغيب فيه هيمنة النبالة كقيم عليا, عالم تتلخص به هموم الفرد في تحصيل المتع المباشرة.

أنصحك بقراءة مقدمة إبن خلدون كبوباة للدخول على عالم الفلسفة الإسلامية, و أنصحك بقراءة تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل, كبوابة لعالم الفسلفة الغربية.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة