التفكير الكثير في شخص ما قد يكون له دلالات كثير إلا أن هذه الدلالات تتعلق أولا وأخيرا بالمشاعر؛ فقد يكون التفكير في شخص ما نابع عن وجود مشاعر إيجابية من مثل الحب والاهتمام والتقدير، أو مشاعر سلبية مثل الخوف والقلق والرهاب.
ومن ناحية أخرى قد يكون التفكير في شخص ما سببه أنه يشكل مَثل ونموذج للآخرين، فنجد أنه حاضر في كل الأوقات التي يتم فيها تحقيق الأهداف والتطور والتقدم.
وهنالك عدة أمور تساعد في زيادة التفكير في شخص ما وهي من الناحية النفسية:
الانتباه؛ وهنا يكون الانتباه لشخص ما سبب في ملاحظة أمور نعينه تشكل اهتمامات بالنسبة لنا مما يعني أن التفكير ازدات ويمكن أن يتطور خاصة في حال وجود مشاعر عاطفية على وجهة الخصوص.
الاهتمام؛ كلما كنا قادرين على الحصول على الاحترام والحب والتقدير كلما كنا نفكر في الأشخاص المسببين لهذا الأمر، لأن هذه الحاجات هي حاجات اجتماعية نفسية ولا يمكن لأي شخص أن يستمر دونها، ولكن في بعض الأحيان عندما تفسر هذه الاحتياجات المقدمة من قبل الطرف الآخر على أنها دليل على العواطف والمشاعر يزدات التفكير في هذا الشخص. ومن ناحية أخرى قد يكون الاهتمام شخصي مقدم للشخص الذي يتم التفكير فيه، وهنا يمكن لروابط والقواسم المشتركة أن تكون سبب في زيادة التفكير في هذا الشخص.
الانجذاب العاطفي؛ وجود انجذاب عاطفي ما بين الأشخاص لوجود طرق للتواصل والتفاهم سبب في أن يكون عامل من عوامل زيادة التفكير من أحد الطرفين بالآخر لا يعني الانجذاب العاطفي الحب وإنما قد يكون هو سبب من أسباب طور العلاقات البشرية ووصولها إلى مرحلة الحب. ومن ناحية أخرى قد يكون الحب سبب من أسباب التفكير الزائد في شخص ما حيث أن الشخص في الحب يسيطر على حواسه الطرف الآخر ويجعله حاضرًا في كل ما يقوم به من فعل ولو على المستوى الفكري.
وهنالك عوامل سلبية قد تكون سبب في زيادة التفكير، والتي تتمثل التهديد والشعور بالخوف، فالإنسان عندما يتعرض للضغط والتوتر من قبل شكل آخر فهو سيبقى يفكر فيه بطريقة كبيرة في كل وقت وفي كل فعل، لأنه يشكل تهديد بالنسبة له على المستوى النفسي والعقلي.
ويفسر علم النفس أن الفكر والأفكار هي عبارة عن مقارنة للمشاعر، فالتفكير وسيلة للتفاعل مع المشاعر والأحداث الحقيقية مع النفس، ومن ناحية أخرى التفكير المستمر بشخص ما قد يكون أحد الآثار المترتبة للتعامل مع الواقع والأحداث التي تكون متتالية ولا يمكن فهمها، فنحن وفي كثير من الأحيان قد نكون مندمجين للتفكير في شخص ما وبما يصدر عنه من سلوك لعدم القدرة على ادارك معنى تصرفاته ولشعورنا بالجهل، أما في حال إدراك الدافع والمعنى من وراء السلوك يمكن اتخاذ قرار واضح على المستوى الشخصي والذي يمكن من خلاله تحديد طريقة التعامل مع لهذا التفكير.
كما قد يكون التفكير الزائد في شخص ما سببه محاولة فقدان المشاعر؛ ونرى هذا الأمر وفي كثير من الأحيان في حالات الانفصال لوجود حالة من لصراع النفسي الفكري العاطفي، حيث يجد الإنسان نفسه كثير التفكير في الشخص الذي يريد نسيانه، لوجود روابط ما بين المشاعر والإنسان والأماكن والتفاعلات اليومية. فالزوج المنفصل وبشكل جديد عن زوجته مثلا يفكر فيها طوال اليوم لوجود حياة مشتركة ما بينهم في تفاصيلها العديدة وبالتالي نجدة بفكر فيها بطريقة كبيرة، خاصة في حال وجود مشاعر الحب، مع مشاعر التهديد بعدم الأمن.
في بعض الأحيان قد يكون التفكير الزائد بالشخص سببه الشعور المتدني في النفس ووجود عمليات المقارنة وهنا بلا شك نجد مشاعر الإحباط والحزن الغيرة مسيطرة، فالتفكير يزيداد بدافع الحصول على معلومات تساعد في الامتثال به وإما بدافع الحسد والحاق الشرور.